كفالة اليتيم في الإسلام

كفالة اليتيم في الإسلام مش معناها مجرد الانفاق عليه، لكن معناها تربيته والقيام بكل أموره ورعايته والإحسان له زي الابن من النسب تمامًا، لأن التربية والقيام بمصالح الطفل ورعايته متقلش أهمية عن الانفاق عليه بالعكس ممكن تكون أهم

ولأن اليتيم ممكن يكون ليه مال بالفعل ورثه من أهله، فالبتالي كفالته مش معناها الإنفاق عليه ولكن المقصود تربيته وتقديم الحب و الدعم النفسي ليه ورعاية مصالحة لحد ما يقدر على رعايتها بنفسه... فالبتالي التبرعات لدار الأيتام حتى وإن كان بيحصل ثوابها فهي تدخل تحت مسمى الصدقات أكتر من كونها داخلة تحت مسمى كفالة اليتيم أو يمكن اعتبارها شعبة من شعب الكفالة.

في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "خير بيت للمسلمين بيتٌ فيه يتيم يُحسَن إليه، وشر بيتٍ في المسلمين بيت فيه يتيم يُسَاء إليه، وأنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة. وأشار بإصبعيه يعني السبابة والوسطى.
فمعنى الحديث واضح تمامًا بقوله صلى الله عليه وسلم " بيتٌ فيه يتيم يُحسَن إليه..." فإزاي هتحصل كفالته بدون ما يكون في بيتك؟!

وفي تفسير قول الله تعالي " فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا" يقول القرطبي "وكفلها زكريا" بمعنى ضمها الله إلى زكريا فالكفالة بمعنى الضم

وعن ابن جريج، عن يعلى بن مسلم، عن سعيد بن جبير قوله" وكفلها زكريا " أي: جعلها زكريا معه في محرابه.

ومن هنا نقدر نوصل إن كفالة اليتيم تكون بـ:
1- تقديم الحب والحنان والدعم النفسي لتعويض الطفل فقد أبوه وأمه، وإشباع احتياجاته العاطفية والنفسية بطريقة صادقة.
2- رعاية أمواله لو كان ليه أموال ورثها من أهله، والعمل على زيادتها والحفاظ عليها دون سرقة منها كما في الآية الكريمة "ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده"
3- تلبية متطلباته المادية والنفسية.
4- تعليمه وتربيته ورعاية صحته، وتنشأته تنشأة صالحة..

أما كريم النسب فبياخد حكم اليتيم من حيث استحباب كفالته، وبالعكس أحيانًا بتكون كفالته أولى من اليتيم، لأن اليتيم ممكن يكون ليه أقارب يسألوا عنه في يوم من الأيام، وممكن يكون ليه مال ورثه من أهله، أما كريم النسب فملوش حد يقدر يلجأله، فبالتلي بياخد حكم اليتيم في استحباب كفالته