هل دور الرعاية أفضل مكان للأطفال ؟

دور الرعاية لها دور مهم جدا في حمايه الأطفال من التشرد في الشارع بدون مأوى
يا ترى هل دور الرعاية هي أفضل مكان الأطفال تقدر تعيش وتكبر فيه ؟

١-الدراسات والأبحاث :
الأبحاث أثبتت إن وجود الأطفال في دور الرعاية ليه تأثير سلبي على التطور النفسي والاجتماعي وبعض علامات التأخر للأطفال ، الحياة الروتينية والطابع المؤسسي البحت في دور الرعاية ممكن يسبب للطفل مشاكل معرفية منها التأخر في الكلام ونقص في الانتباه ، وفرط الحركة، واضطرابات نفسية تانيه.
والسبب مفيش أم . مفيش أب . مفيش تلبية حقيقية للاحتياجات العاطفية والنفسية للطفل.
الأسره الطبيعية بتكون مكونه من أم وأب وطفل بياخد منهم كامل الاهتمام و الدعم في كل التحديات اليوميه .
بنتكلم عن تفاصيل كبيرة و صغيره مهمة جدا بشكل يومي للطفل .
تخيل اننا بنتكلم في دور الرعاية عن ٢٠ أو ٣٠ او ٤٠ طفل معاهم عدد قليل من الموظفين المجتهدين اللي بيشرفوا على احتياجتهم الرئيسيه وبيحاولوا يعوضوهم عن كل إحتياجتهم ولكن مهما كان الاجتهاد فهو مش كافي . الطفل محتاج أم . محتاج أب . محتاج أسرة .

٢-جودة الحياة والتكلفه :

تقرير الأمم المتحدة بيقول إن فيه ١٤ مليون طفل محتاجين لدور رعاية حول العالم .
وإن للأسف الأعداد في ازدياد كبير جدًا كل يوم.
التقرير كمان بيقول إن تكلفة رعاية طفل في دور الرعاية أكبر ١٢ مرة من تكلفته في أسرة كافلة
وفي الآخر الطفل بيكبر عنده تحديات كتير نفسيه و مجتمعية بتؤثر عليه بشكل سلبي
المشكلة كمان إن بيتم تحصيل مبالغ ضخمه جدا للتبرعات اللي ساعات مش بتصب في مصلحة الطفل
ببساطة دور الرعاية مش هو الحل الأمثل لتواجد الطفل طول حياته .
مش هو الحل الأمثل اللي يلبي إحتياجاته النفسيه والإجتماعيه والعاطفيه.

٣-مجتمع مش مسئوول :

طبعا وجود دور الرعاية بيحمي الأطفال من التشرد في الشوارع والمفروض هو ده دورها الرئيسي والمفروض وجود الأطفال يكون بشكل مؤقت او انتقالي
لكن للأسف دور الرعاية بقت مكان تواجد الأطفال بشكل طويل جدا و الفكره ديه بترفع المسؤولية عن المجتمع في رعاية أطفاله، فكرة إعتماد أفراد المجتمع على وجود دور الرعاية بتخليهم يحسوا إن مسؤولية الأطفال دي مش مسؤوليتهم في الأساس.
زمان قبل الإسلام كان موجود التبني وبعد الإسلام جت الكفالة ومكنش في حاجة اسمها دور رعاية ولا كان في طفل مشرد ، لأن ثقافة الكفالة في المجتمعات كانت منتشره وكان فيه مسؤولية مجتمعية تجاه الأطفال ، فكرة دور الرعاية هي فكرة غربية مستحدثه شالت عن المجتمعات مسؤولياتها تجاه أفرادها وأطفالها .
٤-التواصل و الانعزال المجتمعي :
في الطبيعي لما الطفل بيتربى وسط أم وأب و أسرة وأهل وجيران بيكون دا مصدر للدعم وللنمو الطبيعي له
منظمة إنقاذ الطفولة بتقول إن وجود الطفل في دور الرعاية معناه فقدان الطفل لكتير من الخلفيات المجتمعية والثقافية والأسرية
للأسف دور الرعاية مش بتأهل شباب قادرين على التفاعل مع المجتمع وقت خروجهم ليه، ودا برضو بيرجع للروتين ولطابع الحياة المؤسسي والإجراءات الإدارية الكتير ولعدم الاستقلالية والخصوصيه ، ودا بيتناقض تمامًا مع أنماط الحياة الأسرية، وبيسبب مشاكل كبيرة جدًا لما الأطفال بيخرجوا يندمجوا مع المجتمع.
باختصار الأطفال في دور الرعاية بتتحرم من تعلم المهارات الحياتية اللي بيتعلمها الطفل بشكل تلقائي وطبيعي أثناء تربيته في أسرة وسط أهل وجيران وقرايب، وفقدان المهارات دي بيسبب تحديات ومشاكل كبيرة جدًا في التعامل مع واقع الحياة .
٥- العنف والإساءة:
للأسف في وقتنا الحالي إنتشر جدا مفهوم العنف في المجتمع سواء كان معنوي أو جسدي . حتى إن بعض الأسر بيكون فيها عنف تجاه أطفالها، لكن الشيء الأخطر في إساءة بعض دور الرعاية للأطفال بإستخدام العنف عن قصد أو عن جهل ، ومفيش حد بيبلغ إن أي إساءة أو عنف بيحصل، حتى الطفل نفسه مبيقدرس يتكلم بسبب اعتماد الطفل الكامل على الدار في توفير حياة كاملة له ، وعارف إنه يوم ما هيتكلم مفيش حاجة هتتحل وهيساء ليه أكتر وأكتر، وأحيانًا بيلجأ للهروب بسبب العنف ووقتها بيتحول لطفل مشرد ملوش مأوى وممكن يكون ماده خام لشخص مضر لنفسه وللمجتمع

طب فين الحل ؟

الحل دايمًا ومن قديم زمان في الأسر البديلة، في كفالة الأطفال دي في بيوتنا، عشان يطلعوا أطفال أسوياء ياخدوا حقهم من الدنيا زي أي طفل، ياخدوا حنان وحب ورعاية وتعليم وتربية،علشان يخادوا حقهم وسط مجتمع مش شايفهم. ديه مسئوليتنا كمجتمع وكأسره كبيره . مش بس مسؤولية الوزاره او الدوله او دور رعايه .