الكفالة مش درجة تانية (قصة أم لا تنجب كافلة لطفلين)

بعض الناس لما عرفوا إني كفلت طفلين قالولي "معلش لسه فيه أمل"
وناس قالولي "متقلقيش، ناس كتير بتحمل بعد الكفالة"
"في الحقيقة أنا آمالي الحالية مش طفل من نسبي خالص ، أنا كل أملي في الحياة علاقة صحية مع أطفالي، وحياة أسرية سعيدة في وجودهم"
دي كانت كلمات أم كافلة لطفلين، بتحكيلنا عن تجربتها، وعن صراعها مع المجتمع اللي شايف إن كفالة الأطفال درجة تانية من الأمومة والأبوة
كان واضح من صوتها انزعاجها من الموقف وهي بتقول :
"في زيارتي الأخيرة لدكتورة السنان سألتني "عندك كام طفل؟" ... جاوبتها "اتنين ولد وبنت"... سألتني "عمرهم كام" ... جاوبتها "سبعة" ....
كنت برد عليها بكلمات قليلة لأنها كانت شغالة في أسناني وهي بتسألني، ولأني مكنتش حابة أشاركها طريقة دخول أولادي لأسرتي لأن علاقتي بيها مكنتش قوية كفاية عشان أحكيلها تفاصيل أسرتي
خصوصًا إن دي كانت تاني مرة أزورها في العيادة، مكنتش حابة إن أحكي قصة كفالة أطفالي لأي حد غريب يسألني عن أولادي أو عندي كام طفل"
لما قولتلها إن الاتنين سنهم 7 سنين، قالت بحماس "الله . توأم؟"
رديت "لأ، الفرق بينهم شهرين، كفلناهم من دار رعاية"
ردت بإندهاش
"ياااااااااااااااه... وسكتت شوية ووقفت شغل في سناني، وسكتت أكتر وبعدين قالت ليا:
"شيء عظيم جدًا إنكم تقدروا توفروا بيت للأطفال دول"
"(الأطفال دول!)"
كلمة بيستخدمها ناس كتير في الكلام عن أطفالي، يمكن يكونوا بيقولها بدون قصد الأذى، لكنه تعبير ليه دلالة تقيلة وغير مقبولة، أنا أطفالي مش الأطفال دول، كل الأطفال الموجودين في الدور مسمهمش الأطفال دول، هما بمنتهى البساطة أطفال، أطفال وبس"
ولسوء حظي كنت مضطرة أسمع لكلام دكتورة الأسنان لحد ما تخلص شغل في سناني.
كملت كلامها وقالت "تعرفي أنا عندي صديقة ليا كان عندها مشاكل في الإنجاب، وكفلت طفل هي وزوجها، وبمجرد ما كفلوه حملت بعد كدا لوحدها من غير أي أدوية، تخيلي؟
كان نفسي أحكيلها احنا أد إيه كافحنا خلال رحلة العلاج، وأد إيه أمرنا كان ميؤوس منه، وكم المصاريف اللي صرفناها خلال رحلة علاجنا، حتى إن الدكاترة نفسهم اللي مبيرضوش يدمروا أمل أي شخص في قدرته على إنجاب طفل قالولنا "الحمل بالنسبالكم يكاد يكون مستحيل"
ملحقتش أقولها على اللي بفكر فيه ولقيتها بتقولي
"متقلقيش، لسه فيه أمل"
أنا بحمد ربنا إن إيديها الاتنين كانوا في بؤي عشان مردش عليها رد مش لطيف
كلامها سببلي إحباط شديد جدًا، لأن للأسف دي مكانتش المرة الأولى اللي سمعت فيها الناس بيكلموني بحسن نية عن أصحابهم اللي حملوا بعد ما كفلوا طفل.
وكأن الكفالة بتجلب الحظ السعيد وبتحل مشاكل العقم بنسبة 99%، مش قادرة أقولكم على عدد المرات اللي اتقالي فيها "لسه في أمل"
وكأن الكفالة مثلًا درجة تانية أو شيء مؤقت لحد ما أحمل.
كان نفسي أقولها إني في فترة من فترات حياتي كنت بتمنى أحمل بكل ذرة في كياني، وبمرور الوقت رغبتي دي اختفت نهائيا.
كان نفسي أشرحلها إن تجربة أمومتي زي أي تجربة أمومة طبيعية، وإن الروابط بيني وبين أطفالي متكونتش بشكل فوري، لكنها اتكونت بشكل تدريجي و حقيقي، في البداية كانوا بيعاملوني على إني شخص غريب
كنت حاسة كأني بيبي سيتر أكتر من كوني أم ليهم، مكنتش عارفة إزاي أساعدهم على النوم ولا إيه أكلهم المفضل، كانوا بيندهوني باسمي في البداية، باعتبار إن مامتهم شخص تاني غيري. وده تحدي كنت مستوعباه بحكم كفالتي ليهم وهما كبار.
مع الوقت بدأوا يحسوا إنهم فعلًا أولادي، عرفت إن ابني بيحب ينام وهو أرنبه في حضنه وبيحتاج أطبطب على ضهره لحد ما ينام.
مع الوقت عرفت إن بنتي بتحتاج تنام وهي مستغطية ببطانية منقطة في وجود ضوء هادي.
مع الوقت لقيت نفسي بحارب عشان أحميهم من أي خيبة أمل في حياتهم، كان نفسي أقول للدكتورة إن بحب أولادي جدًا كأني حملت فيهم وولدتهم حرفيًا.
لكن الأهم من كدا إني كنت عايزة أقولها تبطل تقولي "لسه في أمل" ، وتبطل تفكر إن حياتي واقفة أو إني محققتش فيها حاجة.
أنا حققت كتير بكفالة أولادي والحمد لله حياتي كاملة مع أسرتي، مش ناقصني حاجة ومش بحلم بطفل من نسبي.
ممكن تكون الطريقة اللي بقيت بيها أم مش الطريقة المفضلة عند ناس كتير، لكن الطريقة دي تناسبني جدا وسن الأطفال مناسب جدا لطبيعة حياتي ومش هستبدلها حتى بطفل من نسبي، أنا لقيت أطفالي وقت ما كنت محتاجاهم ووقت ما احتاجوني.
كان نفسي أقولها إن الكفالة بالنسبالنا مش خيار تاني ولا درجة تانية، الكفالة كانت الأفضل لينا على الإطلاق.