أحيانًا مهمة الكلام عن الكفالة مع طفلك ومع الناس بتبقى مهمة صعبة، بتبقى مش متأكد من المعلومات اللي مفروض تشاركها والمعلومات اللي مفروض تحتفظ بيها، أحيانًا بتبقى قلقان من مناقشة المواضيع الحساسة مع طفك المكفول، وبتفضل تسال نفسك ايه اللي مفروض تقوله لعيلتك وأصحابك وجيرانك بخصوص طفلك، ايه هو مقدار المعلومات الكافي، وامتى تبقى المعلومات كتير، وهل في وقت مناسب لطرح الموضوع ولا مفروض انت تحدد الوقت دا؟؟
احنا في "كفالة" هنساعدك في الإجابة عن كل أسئلتك بخصوص الكلام عن الكفالة، وهنعرفك امتى تتكلم عنها مع طفلك وإزاي، وكمان بنقدملك نماذج لمحادثات بسيطة عن الكفالة بين آباء كافلين وأطفالهم المكفولين..
امتى تتكلم عن الكفالة مع طفلك وامتى لأ؟
أفضل وقت لطرح موضوع الكفالة بينك وبين طفلك، لما يكون مزاجك انت وطفلك هادي ومفيش حاجة تشتتكم، ولو كانت حياتك إنت وطفلك فوضوية وسريعة ومشتتة بين المدرسة والتمرين وشغلك، فـ متستناش الوقت المثالي، لأنه غالبًا مش هيجي، اختار الوقت الأقل فوضوية وابدأ كلامك عن الكفالة مع طفلك.
غالبًا الأطفال بيختاروا الأوقات الصعبة لطرح الأسئلة المهمة، فمثلًا هتلاقي طفلك اللي عنده 8 سنين عايز يعرف سبب كفالته ومكان أمه من النسب وانت سايق والدنيا زحمة وبتحاول تطلع من زحمة الطريق بالعافية، طبعًا انت مديون لطفلك بالإجابة لكن مش دلوقتي، لأنك ممكن تعرض سلامتكم للخطر لو شتت انتباهك وانت سايق، في الحالة دي قول لطفلك انك مش هتعرف تتكلم معاه دلوقتي بسبب الزحمة وانك هتجاوبه على أسئلته بليل، وطبعًا لازم توفي بوعدك.
نفس الكلام لو طفلك طرح عليك بخصوص كفالته وانت متوتر أو مرهق أو بتفكر في مشكلة معينة مسيطرة على تفكيرك، أجل الإجابة لوقت تاني تكون في أهدا وقادر ترد على أسئلة طفلك بدون تشتيت.
اسمع لطفلك:
واحدة من أصعب النقط في شرح الكفالة لطفلك وللغير، إنك تسمع فعلًا للي بيطلبوه منك، مش بس تسمع لكلامه بتركيز، لأ وكمان تنتبه لنبرة صوت طفلك، هل نبرته فيها فضول أو حزن أو قلق؟؟، كمان هتحتاج تقرا لغة جسده، هل واقف ومايل لقدام ومهتم يسمع منك إجابتك؟ ولا هل بيسألك وهو سرحان وبيفكر في حاجة؟ ولا واقف بيكلمك وهو مربع إيده على صدره في صورة تحدي، كمان هتحتاج تراعي عمر طفلك ونضجه العاطفي ومستوى فهمه، حط في اعتبارك كل الجوانب دي وانت بتكلم طفلك عن الكفالة أو عن أي موضوع صعب زي الجنس والدين.
نماذج بسيطة على محادثات الكفالة بين الوالد الكافل والابن المكفول:
في المحادثة الأولى بتتكلم الأم مع بنتها المكفولة "إيمي" اللي عمرها 12 سنة، إيمي شافت فيلم على التلفزيون البطل فيه شخص مكفول، لكنهم كانوا بيحسوا طول الوقت بالاختلاف والغرابة، فبدأت إيمي تسأل مامتها إذا كان كل المكفولين بيحسوا بنفس الشيء، ولا في منهم اللي بيحس بالرضا تجاه الكفالة زي ما هي بتحس:
إيمي: ماما تفتكري أنا طفلة عادية ومتأقلمة بالنسبة لباقي الأطفال المكفولين ولا أنا مختلفة عنهم؟
الأم: إيمي أنا شايفة إنك طفلة متأقلمة جدًا، وكمان أنا شايفة إننا مينفعش نجمع كل الاطفال المكفولين في فئة واحدة او اتنين، زي "متأقلم جدًا" و "مش متأقلم"، في اختلافات كتيرة بين الأشخاص المكفولين.
إيمي: طب يا ماما تفتكري مين شبه الأطفال المكفولين أكتر، أنا ولا أبطال الفيلم؟؟
الأم: أنا مش عارفة أجاوبك إزاي، بس أنا شايفة إنك محتاجة تتكلمي مع أطفال مكفولين وتسمعي منهم أحسن عشان تعرفي شعورهم تجاه الكفالة.
إيمي: بس أنا معرفش اي أطفال مكفولين غيري، أنا الطفلة الوحيدة المكفولة في المدرسة، إزاي هقدر أتعرف على أشخاص مكفولين؟ وكمان أنا مش عايزة أتكلم مع حد يطلع في الآخر مجنون أو مخيف
الأم: إيمي أنا أعرف كتير جدًا عن الكفالة وأقدر أأكدلك إن الأطفال المكفولين مش مجانين ولا مخيفين، دي مفاهيم مغلوطة ومش حقيقية، وأنا متأكدة إن في أطفال مكفولين كتير، احنا بس اللي منعرفهمش، وأكيد هنقدر نوصلهم لو بحثنا عنهم، أو ممكن تتكلمي مع أشخاص مكفولين كبار وتسأليهم عن شعورهم بخصوص الكفالة، بس طبعًا أنا هقابلهم الأول عشان اتأكد من إنهم أشخاص كويسين وينفع تتكلمي معاهم.
إيمي: ليه يا ماما؟ هو الأشخاص المكفولين الكبار بيبقى عندهم مشاكل؟؟
الأم: معظم الأشخاص المكفولين أشخاص طبيعيين يا إيمي، بس أنا مش عايزياكي تتكلمي مع أي شخص كبير أنا مقابلتوش بنفسي قبل كدا، الموضوع ملوش علاقة بكونه شخص مكفول أو لأ، الموضوع ليه علاقة بسلامتك الشخصية.
إيمي: طب ايه رأيك يا ماما لو دورت على أطفال مكفولين على الانترنت وتواصلت معاهم؟؟
الام: مش متأكدة إن الموضوع دا هينجح، لأن في بعض الأشخاص المكفولين على الانترنت بيدوروا على أشخاص يشتكولهم من مدى سوء حياتهم بسبب الكفالة، في ناس كتير بترمي اللوم على الكفالة كسبب لكل مشاكل حياتها.
إيمي: بس أنا مش بعمل كدا، ولا عمري هعمل كدا.
الأم: عشان انتي دماغك كويسة يا إيمي، احنا ممكن نبدأ نبحث عن مجموعات الأسر الكافلة اللي عندهم أطفال من نفس عمرك، أحيانًا الأسر دي بتخرج سوا في أماكن مفتوحة، إيه رأيك لو ننضم ليهم مرة نجرب...
إيمي: تمام، خليني أفكر في الموضوع دا.
ودي محادثة تانية بين "فريد" مراهق 14 سنة مع والده، فريد بيعاني من اضطرابات مرحلة المراهقة اللي مسبباله قلة الشعور بالسعادة.
فريد: هو انتو ليه كفلتوني، كل شوية أوامر أوامر، هو انتو كفلتوني عشان أشتغل عندكم؟؟ أنا أبويا وأمي الحقيقيين مكنوش هيخلوني أعمل الحاجات دي كلها.
الأب: فريد، أنا هحاول أحافظ على أعصابي، أنا مكفلتكش عشان أشغلك عندي زي ما بتقول، واللي احنا بنطلبه منك بتطلبه كل الأسر من أولادها، احنا مطلبناش غير إنك ترمي الزبالة وتنضف اوضتك مرة في الأسبوع.
فريد: تمام، بس لو كنا أسرة غنية مكنتش هبقى مطالب بكل المهام دي، فرضًا أمي من النسب كانت غنية، اكيد كنت هعيش حياة أسهل من كدا.
الأب: على حد علمي أسرتك من النسب مكنتش غنية، في الواقع معظم الآباء والأمهات من النسب أشخاص عاديين، لا هما أثرياء ولا هما فقرا جدًا لدرجة إن ملهمش بيت يأويهم، عشان كدا حتى لو مكنتش طفل مكفول كنت هتفضل برضو تقوم بأعمال البيت ويمكن أكتر كمان.
فريد: أنا بس بحس إنكم مش بتقدروني، أظن لو كان عندكم ابن حقيقي كنتوا هتعاملوه أحسن من كدا.
الأب: فريد انت ابننا الحقيقي، أنا آه مقدرش أثبتلك إن لو كان عندي طفل بيولوجي كنت هعامله نفس معاملتك لأي معنديش ابن غيرك، بس انا بقولك الحاجة اللي أنا عارف بقلبي إنها حقيقة.
فريد: تمام، تمام، بس انت ليه مش بتتكلم عن كفالتي، ودايمًا بحس إنك مش عايز تتكلم عنها كتير؟؟ انت تعرف إيه عن أمسس وأبويا من النسب ومش عايزني أعرفه؟؟
الأب: حقيقي أنا ببقى مشغول بحاجات كتير ومش بتعمد إني متكلمش معاك عن كفالتك، وكمان أنا معنديش معلومات بخصوص أسرة نسبك، ومقدرش أحكم عليهم إذا كانوا أشخاص كويسين أو وحشين، كل الناس معرضة للأخطاء، مفيش حد كويس على طول ومفيش حد وحش على طول، أنا عارف إن كتير من المكفولين في عمرك بيبقى عندهم تصور عن أسرة نسبهم إما إنهم أشخاص رائعين جدًا أو أشخاص سيئين جدًا، وأعتقد إن دا اللي مخلي أفكارك مرتبكة شوية، بس في الواقع الكلام دا مش حقيقي في حالتك وفي حالة معظم الأطفال المكفولين.
فريد: طيب، تفتكر إنهم عمرهم ما فكروا فيا؟
الأب: مقدرش أوافقك، لأني أعتقد إنهم أحيانًا بيفكروا فيك، زي في يوم عيد ميلادك أو في أوقات تانية، وممكن يكونوا بيدعولك بالصحة والسعادة.
فريد: ممكن لما أكبر شوية أقابلهم واطمنهم إني بخير، وأعرف شكلهم ايه وعاملين إزاي؟؟
الأب: احنا ممكن نرتب لحاجة زي دي، أنا مش عارف إزاي بالظبط لكن أنا وماما هنبذل كل وسعنا عشان نساعدك لما يجي الوقت المناسب، بس حط في اعتبارك إننا مش هنقدر نعمل أي حاجة قبل ما تتم 18 سنة على الأقل.
فريد: طيب، ممكن توصلني للنادي ونعدي ناخد أصحابي معانا بالمرة
