الكفالة ومقاصد الشريعة الإسلامية

 
تقوم الشريعة الإسلامية على 6 مبادئ رئيسية وهي حرمة النفس والعقل والمال والناس (الأسرة) والعرض والدين، وأي حكم في الشريعة الإسلامية قايم في الأساس على تعزيز المبادئ الستة دول، وعشان كدا نقدر نقيم الكفالة في الإسلام من حيث كل مبدأ من المبادئ الستة دي.
 
1- حرمة النفس (حماية النفس وتعزيزها)
 
الحق في الحياة هو حق أساسي لكل انسان وهو واحد من المبادئ الرئيسية في الاسلام، وتعتبر كفالة طفل ملوش أسرة وضمه لأسرتك ورعايته أمر جليل جدًا في الشريعة الإسلامية
 
ويعتبر الفقهاء الكفالة هي إنقاذ لحياة الأطفال وتدخل في عموم قوله تعالى "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا، وإن كفالة اليتيم ورعايته هي نوع من أنواع إنقاذ الحياة البشرية، لان الطفل في دور الرعاية أو في الشارع في خطر أكبر من سوء المعاملة والاستغلال، وإن احتياجات الطفل هي أكبر من مأوى وأكل وشرب
 
الطفل دايمًا في حاجة للمودة والحب والرعاية، وأثبتت الأبحاث إن الطفل اللي مش بيتعرض للتحفيز والترابط والتلامس الكافي هو عرضة إنه يحصله نوع من الفشل في النمو، عشان كدا تعتبر الكفالة نوع من أنواع انقاذ الحياة البشرية اللي هو أحد مبادئ الشريعة الإسلامية.
 
 
2- حرمة العقل (حماية العقل وتعزيزه)
 
الكفالة بتعمل على حماية العقول وتعزيزها لأن الأبحاث أثبتت إن الأطفال اللي بيكبروا في دور الرعاية والمؤسسات عرضة أكبر للإهمال ولسوء المعاملة، ودا بيسبب لهم مشاكل سلوكية زي الانفعال الشديد ونكسات في النمو المعرفي والجسدي ومشاكل كتير متعلقة بصحتهم العقلية والنفسية
 
وأثبتت الأبحاث كمان إن الاطفال المكفولين اللي بينشأوا في أسرة مستقرة بيكونوا عرضة أقل للمشاكل العقلية المتعلقة بالتحصيل التعليمي عن غيرهم من الأطفال اللي اتربوا في المؤسسات، وبيكون عندهم تطور فكري على جميع المستويات مقارنة بأقارنهم من أطفال دور الرعاية
 
ومن هنا كانت الكفالة نوع من أنواع حماية العقل وتعزيزه اللي هو أحد أهم مبادئ الشريعة الإسلامية.
 
 
3- حرمة الناس (حماية الأسرة وتعزيزها)
 
شيء معروف علميًا وعالميًا إن التكوين الأسري بيصب في مصلحة الطفل، وطبقًا لتقرير اليونيسيف والمركز الإسلامي العالمي للدراسات والبحوث السكانية بجامعة الأزهر تحت عنوان "الأطفال في الإسلام"، بيقول التقرير "يجب رعاية الأطفال المحرومين من رعاية الوالدين وتوفير الرعاية لهم من قبل أشخاص يتصرفون كما كانوا والديهم"
 
علاقة الطفل بمقدمي الرعاية في المؤسسات بيكون ليها تأثير كبير على قدرتهم على الثقة وتكوين العلاقات، خصوصًا لو طاقم الرعاية بيتغير من وقت للتاني، أو مش بيسعوا لتكوين روابط قوية مع الطفل، عشان كدا بيكون في صعوبة عند الطفل لما يكبر في تكوين علاقات مستقرة دايمة ودا طبعًا بيأثر فيما بعد على الحياة الزوجية وممكن تكون فيها بعض المشاكل المتعلقة بالثقة والتعلق واللي ممكن تؤدي لانهيار الحياة الزوجية فيما بعد،
 
عشان كدا كانت الكفالة باب من أبواب تعزيز الأسر وحمايتها عن طريق تربية طفل تربية سوية مستقرة قادر يفهم يعني ايه جو أسري ومش متأثر بالطابع المؤسسي البحت.
 
 
4- حرمة المال (حماية الأموال والإرث)
 
كل انسان يستحق يعيش حياة كريمة، لكن من الصعب جدًا على أطفال دور الرعاية إنهم يكسروا حلقة الفقر بسبب نشأتهم في بيئة دون المستوى من حيث التعليم والحياة الاجتماعية وبالتالي مفيش وظيفة كويسة
 
غير إن رعاية الأطفال في المؤسسات بيهدر أموال كتيرة جدًا وبيحمل المجتمع موارد كتيرة، ومن هنا كانت الكفالة مصدر لتوفير حياة كريمة لطفل قادر على توفير مستقبل كريم لنفسه وكمان بتعفي المجتمع من الموارد الهائلة المستهلكة في المؤسسات..
 
بالإضافة لكدا قدر الإسلام إنه يحافظ على أموال الورثة عن طريق منع الإرث للمكفول مع إمكانية الوصية أو الهبة للمكفول.
 
 
 
5- حرمة العرض (حماية الكرامة وتعزيزها)
 
كل انسان يستحق إنه يعيش باحترام وكرامة، ومن المستحيل إنك تضمن لطفل عايش في الشوراع بدون ارشاد أو توجيه من حد كبير إنه يعيش بكرامة ويقدر يحافظ على عرضه، أي طفل ملوش أسرة ولا حد يدافع عنه هو بعرضة أكبر للاستغلال والإساءة حتى جوا المؤسسات، ومعدل الاعتداء الجنسي والجسدي أكبر بكتير في المؤسسات عن البيئات العائلية، غير إن تكوين روابط قوية بين الطفل وبين الأب والأم الكافلين من صغره بيأثر على حياته من جوانب كتير منها احساسه بالاحترام وتقدير الذات.
 
 
بعض الأطفال اللي بيكبروا في المؤسسات بيكونوا صداقات عشوائية بدون خوف أو حذر ودا بيعرضهم لخطر الاستغلال بشكل كبير جدًا، عشان كدا كانت دايمًا الكفالة وضم الطفل لأسرة توجهه وترعاه وتعزز ثقته بنفسه من أهم الوسايل لحفظ الكرامة لكل طفل ملوش أسرة.
 
 
6- حرمة الدين (حماية الدين وتعزيزه)
 
من الأفضل إن يكون التعليم الديني والعبادات بيتم من خلال البيئات العائلية ومش من مصدر خارجي أو عشوائي
 
الأطفال اللي ملهمش حد وصي عليهم يعلمهم الصح من الغلط سهل جدًا يقعوا كفريسة في ايد بعض المتطرفين أو الملحدين اللي بيصدروا أفكارهم لفريستهم وبيجبروهم على الانتماء ليهم عشان يستخدموهم في اغراضهم الشخصية، وعلى مر التاريخ تم تجنيد ايتام الحروب واستغلالهم لتحقيق الأغراض السياسية.
 
عشان كدا وجود الطفل داخل أسرة ضروري لحماية المبادئ الدينية وتوجيهه وحمايته من التطرف أو الإلحاد، فوجود الطفل داخل أسرة بيعزز مبدأ أساسي من مبادئ الشريعة وهي حماية الدين وتعزيزه، سواء كانت أسرة الطفل دي هي أسرة نسبه أو أسرته الكافلة.