"عرفنا إن في أكتر من ٦ أسر شافوا عز لكن مفيش أي أسرة اختارته بسبب لون بشرته"
أنا ياسمين أم لـ تلات أولاد "آية وجود وعز"
أنا فلسطينية وزوجي أمريكي . عايشين في الأردن مع أولادنا التلاتة
آية عمرها ٤ سنين وجود وعز كل واحد فيهم ١٨ شهر
أنا دايمًا كنت عايزة أكفل طفل ، احنا كفلنا "عز" برغم إن ربنا رزقنا آية و جود . حتى وأنا بختار شريك حياتي كنت دايمًا بتكلم معاه عن فكرة الكفالة ، وإننا نكفل طفل في يوم من الأيام .
وطبعًا إنجاب بنتين مغيرش أبدًا من رغبتي في الكفالة، بالعكس دا زود رغبتي جدًا، لأني لما خلفت بناتي أدركت كويس جدًا يعني إيه احتياجات طفل ، عرفت أد إيه الطفل محتاج للحب والرعاية ، وإن الطفل بدون حب ورعاية حقيقية مش هيقدر يعيش بشكل صحيح .
خلال سنوات جوازي الخمسة ناقشت أنا وزوجي فكرة الكفالة أكتر من مرة، مكنش عندنا خطة محددة بس كانت الفكرة موجودة وكنا منتظرين بس نستقر خصوصًا إن كان معانا آية وجود ومكناش متأكدين ان عندنا طاقة لطفل تالت.
وفي سنة ٢٠٢٠ أخدت انا وزوجي قرارنا النهائي بالتقديم على الكفالة ، كنا عارفين إن الإجراءات بتاخد شهور وممكن سنة وأكتر، بسبب قوائم الانتظار الطويلة في الأردن.
كنا عايزين نكفل طفل بين سنة و٣ سنين عشان يكون في عمر بين آية و جود .
قدمنا الطلب وكنا متوقعين إن قدامنا وقت طويل نستعد فيه لاستقبال طفل تالت ، بس فعلًا مش كل حاجة بتمشي زي ما احنا مخططين ليها.
الأمور مشيت بطريقة سريعة جدًا لدرجة تخوف ، احنا قدمنا الطلب في أغسطس ٢٠٢٠ وفي شهر سبتمبر اخدنا الموافقة
بعد ما قدمنا طلب الكفالة واتوافق علينا عرفنا بالصدفة إن في ولد عمره ٩ شهور في دار الرعاية ، ودا طبعًا شيء غريب جداً في ظل وجود قوائم انتظار طويلة على الأطفال تحت عمر ٣ سنين.
عرفنا إن في أكتر من ٦ أسر شافوا عز لكن مفيش أي أسرة اختارته بسبب لون بشرته ، وبرغم إننا كنا متوقعين إننا هنكفل بنت مع بناتنا الاتنين لأن دايمًا الموظفة كانت بتقولنا إن مينفعش نكفل ولد طالما عندنا بنتين.
إلا إننا لما سمعنا عن عز قررنا نكفله حتى من قبل ما نشوفه وبلغنا الموظفة إننا هنكفله وعايزين نشوفه.
وفعلًا بمجرد ما شفناه حسمنا قرارنا بكفالته.
عز كان في نفس عمر جود، الفرق بينهم كان بس ١٠ أيام ، يعني توأم . أخدنا البنتين لزيارة عز في الدار، واتكلمنا مع آية كتير قبل مقابلة عز.
شرحنالها إننا هنضم لأسرتنا طفل محتاج لأب وأم، وهيبقى جزء من أسرتنا زيها هي و جود، طبعًا آية سألتنا أسألة كتير عن أب وأم عز من النسب، وهو ليه هيجي يعيش معانا.
جاوبناها بأفضل إجابات نقدر نقدمها لها وتكون مناسبة لسنها ، وبالفعل آية بقت بتعتبر عز أخوها الصغير، فعلًا الأطفال متعرفش يعني إيه لون بشرة .
الأطفال بتتعامل بفطرتها وبعواطفها، وبتشوف الناس على حقيقتها وبتحبها مهما كان شكلها، أتمنى إن احنا كمان نشوف الناس من حوالينا بالطريقة دي.
احنا من قبل ما نشوف عز واحنا واخدين قرار إننا هنكفله، لأن كانت نيتنا إننا نكفل طفل محتاج لأسرة وبيت، وكانت هي دي فرصتنا،
وكنا متأكدين إننا لو مكفلنهوش إنه هيفضل في دار الرعاية باقي عمره، وفعلًا بمجرد ما شوفناه قدمنا طلب رسمي بكفالة عز.
بستغرب جدًا من الأسر اللي بتلاقي طفل مناسب من حيث السن ونوع الجنس وترفض تكفله عشان لون بشرته
يعني برغم قوائم الانتظار الطويلة على الأطفال تحت عمر ٣ سنوات، إلا إن في أطفال رضع في الدور محدش عايز يكفلهم عشان لون بشرتهم.
مفروض إن الغرض من كفالة طفل إننا نوفر بيت وأسرة لطفل بدل ما يكبر في دار رعاية بدون أسرة ترعاه ، بصرف النظر عن شكل الطفل أو لونه أو جنسيته.
فلما يرفض شخص يكفل طفل بسبب لون بشرته فدا معناه إن نيته مش في مكانها الصحيح .
بعد كفالة عز الأمور بقت أصعب شوية، وجود ٣ أطفال منهم اتنين رضع في نفس العمر محتاجين لرعاية واهتمام كان شيء صعب، طول الوقت بحاول أوزان وقتي بين جود وعز، خصوصًا إن عز كان محتاج لوقت أكتر عشان أقدر أوطد علاقتي بيه وأساعده على تطوير علاقته بينا، بحاول أديه حب أكتر ورعاية أكتر.
بس برغم الصعوبات دي إلا إن وجود عز في حياتنا خلى ليها معنى حقيقي وغيرنا كلنا للأفضل، وجود عز في حياتنا خلى قلوبنا بقت أكبر وأحن، حتى مفهوم الأسرة في نظرنا اتغير عن المفهوم التقليدي.
ناس كتير بتسألني إذا كنت بحس باختلاف بين حبي لعز وحبي لبناتي البيولوجيين
أنا حاليًا وأنا بكتب قصة كفالة عز مش حاسة بـ أي اختلاف، بس أنا فعلًا احتاجت لوقت عشان أوصل للشعور دا.
أنا احتاجت حوالي ٤ شهور عشان أقع في حبه زي ما بحب أخواته.
نفس الكلام حصل مع آية وجود مش بس عز، في أمهات بتقع في حب أولادها بمجرد ما تشوفهم، لكن أنا دايمًا كنت بحتاج شوية وقت عشان أقدر أتواصل معاهم وأحبهم.
في البداية مكنش في بيني وبين عز تواصل حقيقي ، بالعكس كان رافضني ، بس كنت حاسة دايمًا بالمسؤولية تجاهه ، بس مع الوقت حبي ليه كان بيكبر يوم بعد يوم خصوصًا لما بقى مرتبط بيا.
عشان كدا أنا نفسي أقول لكل أسرة مقبلة على الكفالة إن مفيش مشكلة لو محسوش بحب طفلهم من أول نظرة أو من أول زيارة، أو لو حتى كان في رفض من الطفل، أي علاقة في الدنيا بتحتاج لوقت عشان نقدر نبنيها ، أهم شيء يكون عندنا القدرة على الإلتزام تجاه الطفل، والحب هيحصل وهيكبر مع الوقت.
أنا حسيت بحب عز يوم بعد يوم ، مع كلمة ماما لما سمعتها منه لأول مرة ، ومع كل بوسة قبل النوم ، وكنت متأكدة إن حبنا هيفضل يكبر مع الوقت زي ما حصل مع أخواته.
حاليًا أنا بحبه تمامًا زي آية وجود وبهتم بيهم كلهم بنفس الدرجة.
وهما نفسهم بقوا مرتبطين جدًا ببعض، يمكن أجمل لحظات بتمر عليا لما بشوف جود وعز بيلعبوا مع بعض وقادرين يتواصلوا مع بعض برغم صغر سنهم، بيشاركوا مع بعض أكلهم ولعبهم ، وأوقات بيتخانقوا زي أي أخوات توأم.
ولما بشوف آية وهي بتهتم بيهم وبتعبرلهم عن حبها طول الوقت، بحمد ربنا كتير على كفالة عز وعلى أسرتنا الجميلة.
قصة كفالة عز قصة جميلة وأنا فعلا بحس فيها بلطف ربنا وبأقداره الجميلة.