التردد في قرار الكفالة

أحيانًا في ناس بتفكر في الكفالة وبتبقى مترددة، ممكن يكون التردد من الزوج أو الزوجة، وممكن كمان ميلاقوش تشجيع للفكرة من اللي حواليهم.
 
في أي رحلة كفالة هتلاقي حد من الزوجين متحمس جدًا والتاني مش بنفس درجة الحماس، حد عاوز الطفل يوصل البيت حالًا وحد عنده مخاوف ولسه مش متأكد، طبعًا دا بيكون شيء محبط بس للأسف بيحصل كتير جدًا في رحلات الكفالة.
 
التردد غالبًا بيكون نابع عن مخاوف داخلية وتساؤلات زي "إيه مدى الخساير اللي ممكن تحصل؟ طب أنا مطلوب مني إيه؟؟"
 
عشان كدا كل زوجين مقبلين على الكفالة، لازم كل واحد يسأل شريك حياته شوية أسئلة، مع العلم إن بعض الأسئلة مش هيكون ليها إجابات غير لما الطفل يكون موجود بينكم وتشوفوا التغيرات بعنيكم..
الأسئلة دي غالبًا بتدور في بال كل شخص قبل ما يقبل على الكفالة باقتناع تام:
 
السن: هل أنا كبير كفاية عشان أكون أب أو أم، هل هيبقى عندي الطاقة الكافية، هل هكون صابر بشكل كافي؟
 
الفلوس: هل هقدر أوفرله تعليم كويس، وهل هنقدر ناخد أجازات ونسافر براحتنا؟
 
الوقت: هل الطفل هياخد كل وقتي؟ هل هحتاج أقلل عدد ساعات شغلي؟
 
العيلة: هل أهلي هيتقبلوا فكرة الكفالة؟ هل أولادي هيتقبلوا الطفل دا ويعتبروه أخوهم؟ هل هغلط نفس الغلطات في تربية أولادي؟
 
المجهول: هل الطفل هيطلع مخرب وشقي ومش هقدر أتحمله؟ هل الجينات هتلعب دور في سلوكه؟ هل هقدر أحبه زي أولادي؟
 
أحد الاستشاريين الأسريين بيقول: "إن نادرًا جدًا ما بيكون الزوجين على نفس الدرجة من الوفاق في نفس الوقت خصوصًا مع الأحداث الكبيرة زي الكفالة وحتى في فكرة الزواج نفسها، ودا مش بالضرورة يكون تردد ولكن ممكن يكون اختلاف في تزامن التوقيت مش أكتر"
 
وأحيانًا بيكون التردد دا سببه إحساسهم بالفشل في تحقيق حلمهم في تكوين أسرة، فمثلًا كتير من الناس بيلجأوا للكفالة بعد عدم قدرتهم على إنجاب طفل من صلبهم، أو عدم قدرتهم على إيجاد شريك حياة مناسب يكونوا معاه أسرتهم اللي بيحلموا بيها، فدا بيخلي عندهم مشاعر أصلًا سلبية من قبل ما يقدموا على الكفالة لأن مش دي الطريقة اللي توقعوا بيها تكوين أسرة.
عشان كدا قبل ما تاخدوا قرار الكفالة بشكل نهائي، إدوا شريك حياتكم فرصة، ارجعوا خطوة لورا ومتضغطوش عليه، وهو هيفاجئك لما ياخد قراره لوحده.
 
ودي بعض الخبرات اللي ممكن تفيدكو:
 
أحد الأمهات الكافلات بتقول: "كنا عاوزين نكفل طفل أنا وزوجي بعد ما فشلنا في عمليات الحقن المجهري أكتر من مرة، بس زوجي كان متردد جدًا وخايف من إن الطفل اللي هنكفله يطلع سلوكه صعب، فعرضت عليه نحضر نقرأ أكتر عن الكفالة ونتابع المواقع والمنصات الخاصة بالكفالة، وبالفعل عملنا كدا لكن برضو كان لسه متردد، فسبته وبطلت أكلمه في فكرة الكفالة، بعدها بفترة لقيته جاي يسألني لو لسه عندي استعداد للكفالة، وفعلًا كفلنا بنت وعندها دلوقي سنتين"
 
عشان كدا دايما المفتاح هيكون إن كل واحد يعترف بمخاوفه، والمفروض إن شريك حياته ياخد المخاوف دي على محمل الجد، أحد الاستشاريين بيقول "لما يكون أحد الزوجين بيقرأ عن الكفالة وبيعمل أبحاث وبيسمع تجارب عن الكفالة، من الطبيعي جدًا إنه يكون أكتر ارتياح لفكرة الكفالة من شريكه، وطبيعي إن الطرف التاني يكون عنده مخاوفه، عشان كدا الانضمام لمجموعات الدعم الخاصة بالكفالة، ومشاركة تجارب الكفالة كانوا من أكبر الحاجات اللي قللت التردد عند ناس كتير وساعدتهم ياخدوا قرار الكفالة وساعدتهم على التفكير من زوايا مختلفة.
 
أحد السيدات بتحكي "زوجي كان متردد جدًا من فكرة الكفالة، وطلبنا مشورة استشاري أسري وتربوي، والاستشارة جابت نتيجة هايلة، خصوصًا إن الاستشاري مكنش منحاز لرأي حد فينا، هو بس كان بيعالج مخاوفنا بدون ضغط علينا"
 
بعض الناس اللي منجحتش معاها فكرة الاستشاري الأسري، لجأت لفكرة التواصل مع أسر كافلة كان عندها نفس التردد قبل ما تقبل على الكفالة، ودلوقتي هما فخورين جدًا بأطفالهم ومندموش لحظة على كفالتهم، والتواصل مع الأسر دي كان نقطة تحول في أفكارهم وقرارهم.