هل هحبه كأنه ابني اللي ولدته؟

 

هل هحبه كأنه ابني اللي ولدته؟

"اتجوزت واستنيت كتير عشان أحقق حلم حياتي وأكون أم بس محصلش نصيب، وبدأت رحلة العلاج وبرضو محصلش نصيب . . دلوقتي بفكر في الكفالة بشكل جدي جدًا بس عندي مخاوف كبيرة أوي"

مفيش أم فكرت في الكفالة إلا ومرت بمرحلة المخاوف والمشاعر المتلغبطة والتساؤلات الكتير جدًا اللي طيرت النوم من عنيها
 "هل أنا فعلًا جاهزة عشان أكفل طفل، هل مستعدة إني أوقف رحلة علاجي وأبدأ رحلة جديدة، هل جوزي هيدعمني، هل هقدر أواجه تحديات الرحلة بحلوها ومرها؟"

كل دي تساؤلات طبيعية جدًا، بس أكتر سؤال بيجي في ذهن أي أم مقدِمة على الكفالة 
"هل فعلًا هقدر أحبه كأنه ابني اللي ولدته؟"  
سؤال بيسبب قلق وخوف لكل أم وللأسف مبتقدرش تسأله بصوت عالي

متخفيش... خلينا نأكدلك إنك بمجرد ما تكفلي الطفل كل مخاوفك دي هتختفي تمامًا، وهتستغربي إنتي إزاي سألتي نفسك سؤال زي دا قبل كدا

تعالي نقولك إيه مصادر مخاوفك دي قبل ما نقولك إجابة سؤالك

أحيانًا بيكون مصدر خوفك دا إن عندك أولاد، وطبيعي جدًا إنك تكوني متخوفة من درجة حبك للطفل اللي هتكفليه وهل هتقدري تحبيه زي أولادك اللي حبتيهم حب غير مشروط نابع عن أمومتك، ولما جم الدنيا كنتي بتقولي أنا عمري ما هحب حد زي أولادي.

وأحيانًا بيكون مصدر الخوف عند بعض الأمهات اللي ممروش بتجربة الحمل إنها مش هتحس بعلاقة الحمل القوية اللي بتربطها بطفلها وهو في بطنها وبيكبر يوم بعد يوم، وإنها هتفتقد إحساس ضرباته في بطنها، دا مصدر قلق طبيعي جدًا لأي أم عايزة تكفل طفل

بس خلينا نأكدلك تاني إن بصرف النظر عن إن عندك أولاد أو لأ فانتي بمجرد ما تكفلي طفل ويدخل بيتك هتضحكي على نفسك إنك في يوم شككتي في قدرتك على حبه زي ابنك

عارفة علاقة الحب اللي بينك وبين ابنك بتيجي إزاي؟

السر في علاقة الترابط العظيمة والتعلق الرهيب اللي بتتكون بينكم بمرور الأيام واللي بتحصل مع كل مرة بترضعي فيها سواء طبيعي أو صناعي، كل مرة بتغيريله فيها، كل مرة بتحميه فيها، كل مرة بتاخديه في حضنك وتبوسيه، كل مرة بتأكليه، كل مرة بيجري عليكي علشان انتي مصدر الأمان ليه، كل مرة بينام فيها في حضنك..
كل الحاجات دي واكتر كتيربيتكون بسببها علاقة ترابط قوية جدًا بينكم بتكبر كل يوم عن اللي قبله.

علاقة امومة حقيقية 

العلاقة اللي بتتكون دي ملهاش علاقة بإن الطفل دا ابنك اللي ولدتيه أو اللي كفلتيه، مع الاتنين بتنشأ نفس العلاقة تمامًا زي ما بتنشأ علاقة حب بينك وبين زوجك أو أصحابك أو بينك وبين أي حد مبيربطوش بيكي علاقة دم، بس ضيفي للحب دا احساساك باحتياج الطفل دا ليكي ورغبتك في اشباع احتياجاته و الفطرة الجميلة اللي جواكي . 

أما لو كان خوفك إنك مش هتخوضي تجربة حمل تربطك بطفلك فخلينا نوضحلك نقطتين:

أولًا: الحمل مش الطريقة الوحيدة اللي بتكون علاقة حبك بابنك، في أمهات كتير عانوا في حملهم بسبب سوء حالتهم الصحية، أو بعد الحمل بسبب اكتئاب ما بعد الولادة، ومستمتعوش تمامًا برحلة حملهم، بس درجة حبهم لأولادهم مختلفتش عن غيرهم من الأمهات اللي حملهم وولادتهم مروا بسلام

بتقول واحدة من الأمهات دول "محستش أي مشاعر تجاه ابني في فترة الحمل، وكان عندي مشاعر سلبية كتير بسبب سوء حالتي الصحية، ومع ذلك حبي ليه كبير جدًا ميختلفش عن أي أم استمتعت بحملها ولحظة ولادتها".

ثانيًا: الحب في الأساس شيء عاطفي أكتر من إنه يكون جسدي، فانتي مش محتاجة تحسي معاه مشاعر الحمل من بدايتها لنهايتها عشان تقدري تحبيه.

ومن هنا خلينا نأكدلك إنك اليوم اللي هيكلموكي فيه عشان تستلمي ابنك فهو هيكون بالنسبالك كأنه يوم ولادتك واليوم اللي هيدخل بيتك هتحسي إن مفيش قوة حب في الحياة أد حبك ليه.

بس خلينا متفقين على حاجة علشان الصورة تبقا واقعية وسليمة ليكي 
في أم أول ما هتشوف الطفل هتحبه حب من النظرة الأولى وهتحس إن هو دا الطفل اللي استنته طول حياتها، وهتحس إن مفيش حب في الدنيا أد حبها ليه وده حصل بأمهات كافلات كتير 
وفي أم تانية علاقتها بابنها هتبقى تدريجية بتقوى بمرور الوقت، لان في الأصل علاقة الترابط والتعلق بتحتاج لوقت عشان تتكون، والحالتين بيحصلوا حتى مع الأمهات بعد الولادة، ومفيش حالة أحسن أو أسوء من التانية لأن كل شخص له طبيعة مشاعر مختلفة. 

أيًا كان احساسك وقت وصول الطفل وأيًا كانت الطريقة اللي دخل بيها دنيتك، سواء بولادة أو بكفالة
فانتي هتبقي أم.. هتحبيه وهتراعيه في صحته ومرضه، هتعملي كمادات لما يسخن، وهتنيميه، وهتحكيله قصص قبل النوم، وهتغنيله، وهتحبيه فوق ما كنتي تتصوري، وهتعيشي معاه كل لحظات الأمومة اللي تتخيليها أو لم تتخيليها وهتتفاجئي بيها، وهو كمان هيبادلك نفس الحب العفوي ده. 

زي ما قولنالك السر في علاقة الترابط اللي بتتكون بينكم مع الأيام مش في علاقة الدم.


-ودا بياخدنا لسؤال تاني "هل لو تكفلت بطفل كبير مش رضيع مش هقدر أكون علاقة الترابط دي بينا؟"
خلينا نطمنك إن طبعًا لسه في فرصة، مادام عندكم الحماس لكفالته، هتحتاجوا بس لشوية صبر وحزم، قضوا معاهم أكبر وقت ممكن، شاركوهم حياتكم، عرفوهم على أصحابكم ومعارفكم، فسحوهم، اسألوهم بيحبوا إيه ومبيحبوش إيه، والأهم من كدا حبوهم، حبوهم بجد من كل قلبكم. واعرفوا إنهم يستحقوا الحب دا.
نتمنى نكون قدرنا نريح كل أم من تساؤلاتها ونطمنها إن دا سؤال عادي بيمر بيه أي حد مقبل على الكفالة، وإن السؤال دا بقى يعتبر جزء أصلًا من الكفالة، برغم إن محدش بيسأله بشكل صريح ولا بصوت عالي.

بس لو سألتوا أي أسرة كافلة هيقولولكم إن حب الطفل المكفول ميختلفش عن حب أي طفل تاني.