إيه العمل لو محستش إني بحبه زي ابني؟

إيه العمل لو محستش إني بحبه زي ابني؟

السؤال دا يكاد يكون من أكبر مخاوف أي أب أو أم بيفكروا يكفلوا طفل، لكنه سؤال طبيعي و منطقي

في يوم اتصلت بيا صديقة ليا وسألتني لو عندي استعداد إني أقابل  شابة صديقة ليها بتفكر في إنها تكفل طفل ومحتاجة دعم، وافقت جدًا لأني دايمًا بحب أدعم أي شخص مهتم بالكفالة.

وبالفعل اتقابلنا في كافيه، اتعرفنا وبدأنا كلامنا عن الكفالة وإجراءاتها الكتير جدًا والورق اللي مبيخلصش، وبعدين قالتلي إنها بالفعل عندها أولاد، بعد ما قالت الجملة دي لقتها اترددت كدا وبصت بعيد، في اللحظة دي عرفت ايه السؤال اللي بيدور في بالها، عرفت الحاجة اللي محرجة تعترف بيها وتسأل عنها.

عرفت من نظرتها بحكم تجربتي قبلها لما تكفلت ببنت وكان عندي أطفال بالفعل.

وقتها قولتلها "على فكرة انتي ممكن تسأليني عن أي حاجة، أي حاجة تيجي في بالك اسأليني عنها"

بصتلي وقالت بتردد :
 " إيه العمل لو...؟" 
"ايه العمل لو محستش إني بحبه زي باقي أولادي؟"

فعلًا يكاد يكون السؤال دا من أكبر مخاوف أي أب وأم مقبلين على الكفالة.

لما ربنا رزقني بأول طفلة ليا من سنين، كنت حاسة إنها بقت حتة من قلبي وروحي وفعلا بقت كل حياتي، عشان كدا لما حملت للمرة التانية كنت مرعوبة ودارت في بالي أسئلة كتير جدًا.

"إيه العمل لو مقدرتش أحب الطفل اللي هيجي دا زي ما بحبها كدا؟"

"إيه العمل لو ملقتش حب تاني في قلبي أقدر أديهوله؟"

"إيه العمل لو مقدرتش أحس ناحيته نفس الشعور وحسيت تجاهه بشعور مختلف؟"

 وفي مرة بعد ولادة بنتي التانية، كنت في زيارة لدكتور الأطفال بتاعها، وكان فعلًا شخص حكيم جدًا، وهو بيفحص البنت سألني
"الحمل كان أخباره إيه"، لقيت نفسي برد منتهى التلقائية وبقوله 
"كان كويس جدًا يا دكتور ، وانا حقيقي متحمسة جدًا" 
ولقيت نفسي بتخلص من كل التساؤلات اللي كانت جوايا.

ناولني الدكتور البنت براحة وقالي جملة عمري ما هنساها، قالي :
"جسم الإنسان دا شيء عظيم جدًا، تعرفي إنك بس مش بتشاركي أطفالك جزء من قلبك، لأ؛ دا ربنا بيرزقك مع كل طفل قلب جديد تمامًا"
 وبعد سنين لما فكرت أكفل طفل، لقيت نفسي عندي نفس المخاوف وبسأل نفسي نفس الأسئلة 
"إيه العمل لو.."
وكنت خايفة أشارك حد مخاوفي دي، لحد ما افتكرت الجملة اللي قالهالي دكتوري 
"ربنا بيرزقك مع كل طفل قلب جديد تمامًا" وفعلًا مع كل مرة كانت بتطلع حقيقة.

انهاردا وبعد ١٠ سنين من كفالة طفلي، وأنا قاعدة مع الشابة الجميلة دي في الكافيه، واللي كانت بتواجه مخاوفها بمنتهى الشجاعة، المخاوف اللي كلنا واجهناها في البداية لما بدأنا رحلة الكفالة، لما سألتني سؤالها 
ابتسمتلها وقولتلها أنا هقولك حقيقة  مطلقة وعن تجربة مني "أي طفل ربنا بيرزقك بيه بيرزقك معاه قلب جديد تمامًا، بصرف النظر عن الطريقة اللي الطفل دا دخل بيها حياتك"