عدم الإنجاب والكفالة

تكوين أسرة هو حلم عند كل زوجين
للأسف. بعض الأزواج بتعاني من مشاكل في الإنجاب وبتفضل تحاول سنين تحقق حلمها ، منهم اللي بينجح وبيقدر على الإنجاب، ومنهم اللي بيجتهد في المحاولة ولكن بدون نتيجه ، في اللي بيقرر يفضل يحاول لآخر نفس، وفي اللي بياخد قرار بإنه يكمل حياته بدون أطفال، وفي اللي بيسعى لتحقيق حلم الأمومة والأبوة عن طريق الكفالة (كفالة طفل يتيم في البيت).
أزواج كتير من اللي عانوا من مشاكل في الإنجاب قرروا يكفلوا طفل ملوش بيت ولا أسرة عشان يكونوا هما بيته وأسرته وعشان يحققوا حلمهم في الأمومة والأبوة.
لكن إيه اللي بيحصل وإزاي حلم الزوجين بإنجاب طفلهم بيتحول لحلم بكفالة طفل؟
الصدمة :
في بداية الزواج بيكون الحمل هو الشيء المنتظر، ومع تأخره شهر ورا التاني بيبدأ الزوجين يقلقوا لحد ما ياخدوا قرارهم ويزوروا طبيب متخصص، ويبدأ الطبيب يطلب أشعة وتحاليل وقلقهم بيزيد أكتر، لحد ما ينزل عليهم الخبر الصادم من طبيبهم.
بيتعامل الزوجين مع الخبر في البداية بإنكار
"استحالة أكون أنا، أكيد التحاليل فيها حاجة غلط".
بعد ما بتعدي الصدمة الأولى، بتبدأ المشاعر التانية في الظهور، زي الخوف والغضب والشعور بالذنب، ممكن حد من الزوجين يميل للإنطواء أو لحماية شريكه، وبيكون لسه عندهم نوع من الأمل إن المشكلة تتحل لوحدها.
ولو كانت مشكلة الإنجاب متعلقة بالزوج، فالزوج بيعتبر الخبر دا ضربة للأنا في مقتل، وتحطيم لكل معاني الرجولة بالنسبة له (وطبعا الأفكار ديه كلها خاطئة) ، بيحتفظ بالخبر لنفسه و بيحس بالإحراج في مناقشته مع حد حتى زوجته.
أما بالنسبة للزوجة فبيكون الخبر بالنسبالها أعمق بكتير، بعد ما كانت متخيلة نفسها وهي بترعي أولادها وهي بتقدملهم الحب والحنان، أحلامها كلها بدأت تتلاشى
وسواء كان السبب من عندها أو من عند زوجها فهو مش فارق معاها كتير، هي شايفة إنهم كيان واحد والنتيجه واحده.
مشاكل الإنجاب بيصاحبها مشاعر (غير سليمه) زي مشاعر العجز وفقدان السيطرة وقلة تقدير للذات "أنا مش كفاية" "أنا مش طبيعي" "أنا معيوب" ونظرات نقص كتير من الزوج والزوجة تجاه نفسهم.
مشاكل الإنجاب بتغير شكل العالم في نظر الزوجين، مش بيشوفوا من حواليهم غير أطفال وستات حوامل ولعب ولبس أطفال، ممكن تتولد لمشاعر سلبية زي مشاعر الغضب "اشمعنى أنا دونًا عن كل الناس دي مش عارف أنجب طفل!" "أنا عملت ايه في حياتي عشان أتعاقب بالشكل دا؟"
مشاكل الإنجاب بتولد أخطاء بيقع فيها الأزواج غالباً
ودي أشهر ١٠ أخطاء بتحصل للأزواج اللي بيعانوا من عدم القدرة على الإنجاب :
١- بيعتقدوا إنهم عمرهم ما هيكونوا آباء أو أمهات أبدًا.
٢- بيعتقدوا إن عدم قدرتهم على الإنجاب معناها إنهم ملهمش لازمة .
٣- بيلوموا نفسهم أو شريك حياتهم .
٤- بيركزوا على المشكلة أكتر من الحل .
٥- بيوقفوا حياتهم .
٦- بينتظروا كتير لحد ما يطلبوا المساعدة او التدخل .
٧- بيخافوا من طرح الأسئلة أو طلب المساعدة .
٨- بيكتموا مشاعرهم .
٩- مفيش خطة للعلاج ومش عارفين حتى إمتا هيوقفوا العلاج وياخدوا خطوة الكفالة .
١٠- بيفكروا بقلبهم مش بعقلهم.
دوامة العلاج :
للأسف علاجات العقم مش بس مكلفة ماديًا، لكن التكاليف النفسية والعاطفية المستهلكة فيها متقلش عن التكاليف المادية وممكن كمان تكون أكبر..
ضروري وانتوا بتاخدوا قراركم إنك توازنوا بين المخاطر والفوايد وإنكم تحطوا في اعتباركم كل العوامل زي العمر والحالة التشخيصية والصحية ونسبة نجاح العلاج والآثار الجانبية قصيرة وطويلة المدى، والتكاليف المالية والأهم العاطفية.
يعني مثلًا حقيقة زي إن السيدات بتقل عندهم الخصوبة وفرصة الحمل بعد سن الـ ٣٥، ضروري تحطوها في اعتباركم فقبل ما تاخدوا قراركم بالمسار اللي هتمشوا فيه، يمكن معلومة زي دي متغيرش رأيكم لكنها هتخليكم تاخدوا قرار مدروس مبني على الحقايق والتوقعات والفرص بناء على نسب النجاح المتوقعة علمياً وطبياً.
حاجة من الحاجات اللي مفروض تحطوها في اعتباركم إن علاجات مشاكل الإنجاب هي عمل تجاري كبير جداً و المنافسة فيه شرسة جدًا، وإن في بعض المراكز أو العيادات اللي بتستخدم إحصائيات مضللة لنسبة نجاحها ، عشان كدا ضروري تختاروا صح المكان اللي هتسلكوا فيه رحلة علاجكم.
متاخدوش أي خطوة غير وانتو مرتاحين لها ،
هتلاقوا المعالجين بيعرضوا عليكم كل التقنيات والبروتوكولات والاجراءات وطرق العلاج الممكنة، لكن برغم كل التطورات دي في حدود للي هيقدروا يقدمهولك.
الدكاترة مش بيصنعوا المعجزات ولا حتى من العدل إننا ننتظر منهم كدا، هما بيجتهدوا .
الخلاصة لو عايزين تطلعوا من الدوامة دي بقرار نهائي فانتوا محتاجين تاخدوا قراركم بنفسكم، مش تسيب الدكتور يختار بالنيابة عنكم.
طلب المساعدة :
بعض الأزواج بيقرروا يتخلصوا من حزنهم في أقرب وقت، وبياخدوا قرار الكفالة على طول (كفالة طفل يتيم رضيع أو أكبر في بيتكم) ، لكن المعظم بيسلك طريق طويل قبل ما ياخد قرار الكفالة، بس أيًا كان قراركم ضروري تحطوا في اعتباركم إن الكفالة قفزة كبيرة في حياتكم ومش كل الناس مستعدة لها.
في الغالب بيكون في حد من الزوجين هو اللي بيدفع التاني في اتجاه الكفالة، واللي على الأغلب بتكون الزوجة في معظم الحالات، في حين إن الزوج بيكون لسه عنده رغبة في إنه يجرب حلول طبية تانية وتالته و عاشرة .
لو كنت عايز تحقق حلمك في الأمومة أو الأبوة وتكوين أسرة فالطريق سهل والكفالة موجودة، لكن لو عايز طفل يشبهك ويشيل جيناتك فدا مش موجود في الكفالة وقدامك سكة العلاج.
إذا كنت بتفكر تكفل طفل على أمل حصول معجزة ويتم الحمل بعد الكفالة . فالكفالة مش مناسبة ليك و تقريبا مش مستوعب مفهومها وإنها طريق حقيقي لتكوين أسرة حقيقية وإنها مش بديل أبداً عن طفلكم اللي من نسبكم .
أزواج كتير بيخوضوا رحلة العلاج الطويلة عشان يحققوا حلمهم ويبقوا آباء، هما مركزين على الحمل وناسيين إن كل الناس تقدر تحقق حلمها دا من غير حمل أو ولادة.
وبعد سنين من العلاج والحقن والعمليات بيكتشفوا إن في حل أبسط، الحل دا بيغيب عنهم في البداية لأنه في نظرهم الملاذ الأخير أو حل درجة تانية للأمومة والأبوة، ودا طبعًا مفهوم خاطئ جدًا وللأسف منتشر في مجتمعنا .
لكن بفضل قصص الكفالة الناجحة الكتيرة اللي انتشرت في الفترة الأخيرة، بدأ الناس يفكروا بشكل جدي في الكفالة ويحطوها من ضمن إختياراتهم الأولية، وفي اللي بقا يختار الكفالة قبل العلاج.
بعض الأزواج اللي عارفين إن الوقت بيقلل فرصتهم في الحمل، بيكفلوا طفل وبيرجعوا يكملوا العلاج بعد الكفالة، المشي في الطريقين في الغالب بيكون جهد نفسي وعاطفي وعقلي ومالي كبير جدًا، وبيكتشفوا دا بنفسهم في النهاية..
كمان بعض الأزواج في النهاية بتكتشف إن الكفالة هي الحل الصح اللي كان مفروض يسلكوه من البداية، لكنهم على ما بيكتشفوا دا بيكون تم إستنزاف كل طاقتهم ومبقاش عندهم اي إرادة ولا طاقة ولا صبر عشان يدرسوا خيار جديد.
الانتقال للكفالة:
الانتقال للكفالة هيحتاج منك تغيير في طريقة تفكيرك بالكامل، هيجبرك على تغيير مفهوم الأسرة بالنسبالك وعلى مواجهة قضايا عمرك ما كنت تتخيل إنك هتواجهها
(يمكن يكون دا شيء ممتع وفيه تحديات إيجابية بالنسبة لبعض الآباء والأمهات المنفتحين)
بس الخبر الأجمل إن الآباء والأمهات اللي خرجوا من تجربة علاجات العقم بيكون فرصتهم في النجاح في الكفالة كبيرة جدًا، وبيكونوا على درجة كبيرة جدًا من الالتزام والحب تجاه ابنهم المكفول طالما ده كان نتيجه لقناعة داخلية جواهم .
المفتاح دايمًا في الانسجام مع مشاعر شريك الحياة، وفي المحافظة على التواصل، فلو مثلًا اتفقتوا على إن دا هيكون آخر علاج هتخضعوا ليه، مينفعش ترجع تقترح بعدها علاج جديد عشان عندك احساس إنه ممكن ينجح.
الانتقال للكفالة معناه إنك بتطرح مشكلة الإنجاب على الملأ، وإن الحاجة اللي كانت سر بقت كل الناس عرفاها مع إن أغلب الناس اللي حواليكم عرفاها فعلاً ، ودا غالبًا ممكن يسببلكم إحراج خصوصًا في البداية، لكن مع الوقت ومع تكرار الكلام عن الكفالة هتبقى أمر واقع ولسانكم هيتكلم عنها بشكل طبيعي جدًا زي ما بتقولوا اسمكم.
لما تيجوا تعلنوا خبر الكفالة ضروري يكون في خطة تتبعوها في إعلان الخبر، وضروري تحطوا في اعتباركم الفرق بين السرية والخصوصية.
طبعًا الكفالة مش سر لكن فيها خصوصية، عشان تكفلوا طفل، معناها إنكم هتبدأوا في دوامة اجراءات وهتحتاجوا مساعدة من اللي حواليك، وحتى لو قررتوا تحتفظوا بقراركم لحد ما تستلموا طفلكم، ففي الغالب كل الناس هتعرف بعد وصول الطفل. لكنكم دايمًا هتحتاجوا تحتفظوا بمعلومات معينة ليكم عشان تحسوا بالراحة وتحموا خصوصيتكم وخصوصية طفلكم.
في “كفالة” إحنا بندعمكم على طول الخط من حيث تقديم جميع المعلومات الخاصة بالكفالة وحتى ملفات الدعم سواء قبل او خلال او بعد الكفالة
 
أثناء رحلة الكفالة هتمروا بمشاعر متضاربة كتير ، غير إن علاقتك أنت وشريك حياتك ممكن تمر بضغط أو توتر خلال فترة انتظاركم أو بعد وصول طفلكم بسبب وضعكم الجديد الغير مألوف.
حطوا في اعتباركم إن مش كل الناس هتأيدكم في قراركم ولا في اللي انتو بتعملوه عشان كدا انتوا هتحتاجوا يكون عندكم صبر وتفهم وانتوا بتعلنوا الخبر للناس من حواليكم.
في النهاية . .
كونك بتعاني من مشاكل في الإنجاب مش معناه أبدًا إن فيك غلطة أو ناقصك حاجة
إيمانك الشديد بالقدر وبحكمة ربنا هيا البداية الصح لتقبلك الأمر ده
أسر كتير كافلة أدركت حكمة ربنا وقلوبهم كلها رضا وسعادة
اختيار الكفالة هو قرار ممكن يغير حياتكم وحياة طفل للأفضل وتحققوا معاه حلم أسرتكم الجميلة