٤ خرافات عن الأطفال المكفولين

احنا في "كفالة" وظيفتنا إننا نصحح كل المفاهيم الغلط المنتشرة عن الكفالة والأسر الكافلة وأطفالهم، عشان كدا بنقدم لكم هنا أشهر المفاهيم الغلط المرتبطة بالأطفال المكفولين مع تصحيحها بالمعلومات اللازمة عشان تقدروا تعلموا الناس من حواليكم وتتخلصوا من كل الخرافات المغلوطة اللي بتحاوطكم وبتحاوط أبنائكم.
من أسهل الحاجات اللي بتنتشر في مجتمعنا هي الإشاعات والمفاهيم الغلط، كل واحد بينقل اللي بيسمعه بغض النظر عن مدى صحته.
مفيش حد بيكلف خاطره يتأكد من صحة الكلام اللي سمعه قبل ما يكرره وينشره، ومفيش حد بيفكر في مدى تأثير الإشاعات دي على الأشخاص المعنيين بيها قبل ما ينطق الكلام اللي سمعه ويتسبب في نشره على إنه حقيقة.
للأسف نفس الشيء بيحصل مع الأسر الكافلة والأطفال المكفولين، إشاعات كتير ومفاهيم مغلوطة كتير بتنتشر عنهم ومفيش حد بيسعى لتصحيحها أو على الأقل يتأكد من صحتها.
 
خرافة رقم ١ :
"الأطفال المكفولين بيعانوا من اضطرابات ومشاكل نفسية"
 
الحقيقة:
الكلام دا غير صحيح، أثبتت الأبحاث إن ٨٨% من الاطفال المكفولين اللي عمرهم ٦ سنين فيما فوق، بيظهروا سلوكيات اجتماعية طبيعية جدًا، وإن معظم الأطفال المكفولين بيعيشوا في بيوت آمنة وصحتهم كويسة جدًا، وبيتم تربيتهم تربية سليمة عن طريق أبويهم الكافلين، وإن أكتر من نص الأطفال المكفولين بيتفوقوا في دراستهم في مواد زي الرياضيات والقراءة.
وبرغم كدا فهم في النهاية بشر، في نسبة منهم بتفضل تحس بالخسارة والرفض خاصة اللي تم كفالتهموهما كبار ، في منهم بيفضل يعاني من مشاكل احترام الذات أو الشعور بالوحدة، ودا بدوره بيسبب لهم بعض الصعوبات في حياتهم
لكن في النهاية لما بيكبروا مبيختلفوش عن أقرانهم من النسب في شيء، أيام يصحوا مبسوطين وأيام تانية بيعانوا من نوبات عياط وغضب، وانهياراتهم مش شرط تكون علامات على الصدمة لكنها جزء من كونهم بشر طبيعين بيمروا بلحظات صعبة في حياتهم.
 
خرافة رقم ٢:
"الأطفال المكفولين مش بيقدروا يتكيفوا مع أسرهم الكافلة"
 
الحقيقة:
دا كلام مش مظبوط، سواء الطفل كان مكفول أو لأ فكل الأطفال بتحتاج وقت عشان تقدر تتكيف مع أي روتين جديد في حياتها.
حتى الطفل اللي لسه مولود بيلاقي صعوبة في التكيف مع حياته الجديدة خارج رحم أمه، ودا جزء طبيعي من عملية النمو والتطور، الطفل بيحتاج لوقت عشان يقدر يعرف هو مين وإيه الدور المطلوب منه يقوم بيه.
والوالدين الكافلين محتاجين يتعرفوا على طفلهم ويعرفوا إيه احتياجاته خاصة لو كبير وايه هيا أفضل الطرق للتعبير عن الحب، أي أب وأم سواء كانوا كافلين أو من النسب أحيانًا بيلاقوا صعوبة في التواصل مع طفلهم، وفي أحيان تانية بيقدروا يتواصلوا معاه بشكل أحسن، ودا بدوره بيأثر على عملية التكيف.
لكن مفيش حاجة اسمها إن الطفل مش قادر يتكيف لأنه مش مرتبط بأسرته الكافلة جينيًا ولا في حاجة اسمها "الدم أتقل من الميا".
في الحقيقة الواقع غير كدا تمامًا، كلنا محتاجين نحس بالانتماء والتقدير، وطول ما الطفل المكفول حاسس بإنه جزء حقيقي من أسرته الكافلة وإن بيتم تقديره وتقدير اهتماماته وانجازاته فهو هيتكيف معاها بمنتهى السهولة.
 
خرافة رقم ٣:
"كل الأطفال المكفولين شبه بعضهم/ مفيش اختلاف بين تربية الطفل المكفول والطفل من النسب"
 
الحقيقة:
كلام مش مظبوط، في الحقيقة في عوامل كتير مفروض تتحط في الاعتبار قبل ما نعمم جملة زي دي، فمثلًا مش كل الأطفال المكفولين عندهم نفس المزاج أو الوراثة ولا بيتقدملهم نفس نوع الدعم بعد كفالتهم.
فالبتالي كل واحد منهم بيتعامل مع عملية كفالته بشكل مختلف عن التاني، كل واحد هيتعامل بطريقة مختلفة أثناء تكوين هويته.
حتى الأطفال اللي تم كفالتهم وهما رضع هيجي عليهم وقت وهيحتاجوا لفترة عشان يقدروا يعيدوا تكيفهم مع الحقايق من أول وجديد، وبرغم إن في أطفال بتقدر تتنقل لحياتها الجديدة بسهولة وتتقبلها بدون أي مشاكل، لكن برضو في منهم اللي بيحتاج لوقت أطول عشان يقدر يتغلب على مشاعره المضطربة.
وبصفتك أحد الوالدين فمفروض تكون مدرك إن تربية الأطفال مش شيء سهل، مفيش طفلين شبه بعض، وسواء كان طفلك مكفول أو من نسبك فكل طفل عنده تحدياته الخاصة بيه، ومفيش طفل تربيته أسهل أو أصعب من التاني.
 
خرافة رقم ٤:
"الطفل المكفول مش هيبحث عن أسرة نسبه طالما بيحب أسرته الكافلة"
 
الحقيقة:
كلام غير صحيح، الطفل المكفول بيبقى عنده رغبة في معرفة أصله والمكان اللي جه منه، ودا مش معناه أبدًا إنهم مش بيحب أسرته الكافلة ولا إن أسرته الكافلة فشلت في تربيته.
الأشخاص المكفولين لما بيبحثوا عن أسرة نسبهم بيكون لأسباب غير متعلقة في الأساس بأسرتهم الكافلة، زي البحث عن تاريخهم الطبي، معرفة معلومات أكتر عن نفسهم وعن أصلهم.
أو إزاي كان ممكن تكون حياتهم لو كانوا فضلوا مع أسرة نسبهم، رغبة طبيعية في إنهم يعرفوا معلومات وإجابات ملموسة ومحددة لأسئلة بتطاردهم طول حياتهم.
ممكن يكون قرار البحث في حد ذاته قرار مؤلم على الشخص المكفول بسبب حبه الشديد لأسرته الكافلة وخوفه على مشاعر أبوه وأمه الكافلين، وخوفه من إنه يظهر جاحد وناكر لجميلهم برغم حبه الشديد ليهم
أو خوفه من إنهم يفتكروه بيتخلى عنهم أو بيرفضهم، مع إنه مش عايز أكتر من إنه يعرف معلومات أكتر عن نفسه تساعده في اكتشاف جذوره وتكوين صورة أوضح عن ذاته علما بأن واقعيا في مصر أغلب الاطفال المكفولين غير معلومي النسب مش معروف فعلا ابوهم و أمهم من النسب.
 
في النهاية:
مفيش طفل مثالي سواء كان طفل من النسب أو مكفول، وبالتالي من غير العدل إننا نعمم أفكار ونخترع أساطير عن أشخاص لمجرد كونهم مكفولين.
التثقيف والقراءة وتطوير معلوماتنا عن الكفالة وعن الأسر الكافلة من أكتر الخطوات اللي ممكن تفيد في وضع حد لكل الأساطير والخرافات دي.
لو انتوا أسرة كافلة اسعوا إنكم تتعلموا عشان تحموا أولادكم وتعرفوا تردوا على أي خرافة بتتقال عنهم.
ولو انتو مش أسر كافلة اسعوا إنكم تثقفوا نفسكم وتنشروا المعرفة عشان متكونوش يوم سبب في نشر أي معلومة غلط تأذي طفل مكفول أو تأذي أسرته الكافلة.