سلسلة أشهر الأخطاء التربوية للآباء الكافلين وكيفية تجنبها

ناس كتير بتقع في فخ إنها كل ما تبذل جهد أكبر عشان تبقى آباء وأمهات كويسين فهما مش هيرتكبوا أخطاء خالص خلال رحلة تربية آبنائهم.
في الحقيقة مفيش أب وأم مش بيرتكبوا أخطاء.
الموضوع ملوش علاقة بكونك والد كافل أو والد من النسب، كل الآباء والأمهات بيرتكبوا أخطاء، المهم إنك تدرك الغلط، وتحاول تمنعه قدر الإمكان، وتتجنب تكرار الأخطاء اللي ارتكبتها قبل كدا..
وبغض النظر عن مدى فعاليتك كوالد، او عن مدى كونك والد محبوب، أو مدى حرصك أو تميزك أو ذكائك أو مستوى تعليمك، فانت في النهاية إنسان، أحيانًا هتخطيء لأنك مش متاح قدامك كل الحقايق، أو ممكن تخطيء بسبب تعبك أو إرهاقك.
الصراخ والزعيق في طفلك هو أكبر مثال على الأخطاء اللي بيرتكبها الآباء في وقت ارهاقهم أو احباطهم.
ولأن المعرفة قوة، فاحنا في "كفالة" هنساعدك تتعرف على أشهر الأخطاء الشائعة اللي بيقوم بيها الآباء والامهات على أمل إنك تتجنبها..
وكمان هنقدم مشاكل سلوكية محددة بيظهرها بعض الاطفال المكفولين زي مشاكل النوم والأكل، وأفضل الطرق للتعامل مع المشكلات دي.
 
1- الإفراط:
(الخطأ الأشهر على الإطلاق)
 
أشهر خطأ بيقع فيه معظم الآباء الكافلين هو الإفراط، ممكن يكون في آباء غير كافلين بيقعوا في نفس الغلط، لكن الآباء الكافلين بيقعوا فيه بشكل أكبر.
الإفراط هو نوع من أنواع التدليل المفرط اللي بيفسد الطفل في النهاية، بعض الآباء والأمهات مش بتسعى بس لإرضاء طفلها بكل طاقتها، لأ كمان في منهم اللي بيحاول يتوقع كل رغبات طفله قبل حتى ما تتشكل في ذهنه وينفذها ليه.
أحيانًا الانتظار الشديد لوصول طفل والرغبة الشديدة في وصوله بيدفع الآباء الكافلين للوقوع في فخ الإفراط، في الحقيقة دا مش كويس لا ليك ولا لطفلك.
طب إيه هي صور الإفراط دي؟
الإفراط ممكن يكون في صورة إنك تشتري كل حاجة طفلك يعبر عن اهتمامه بيها حتى لو اهتمام عابر، أو في صورة إنك نادرًا ما تقول لطفلك "لأ"، أو في صورة تسهيل كل شيء على طفلك.
التعامل مع طفلك بالشكل دا بيخليه مش قادر على تحمل الحد الأدني من الألم العاطفي، ودا طبعًا بيخليه غير مستعد لمواجهة العالم القاسي اللي منتظره خارج حدود بيته، اللي هيضطر في النهاية للتعامل معاه حتى في سنه الصغير لما يخرج للحضانة..
مش معنى كدا إنك تكون قاسي على طفلك ومتظهرش ليه حبك وحنيتك، أو إنك تكون بخيل معاه ومتشتريش ليه لعب أو هدايا، الفكرة كلها في التوازن وعدم تطرفك لناحية معينة.
الإفراط مش هيعوض طفلك:
لما بتكفل طفل بعد فترة طويلة من الانتظار، بيبقى عندك رغبة في إنك توفر لطفلك كل حاجة ممكنة، أو يمكن رغبتك بتكون نابعة عن محاولتك للتكفير عن حقيقة إن طفلك مكفول، أو لتعويض طفلك عن أي حاجة سيئة ممكن تكون حصلت ليه في ماضيه.
متقعش في الغلط دا، انت مش هتقدر تعوض طفلك عن حياته الصعبة قبل كفالته عن طريق الإفراط في تزوديه بالممتلكات المادية، ولا حتى هتقدر تعوض طفلك عن حقيقة إنه مش ابنك من نسبك، كنوز العالم كلها عمرها ما هتغير حقيقة كفالة طفلك.
بجانب كدا الكفالة هي شيء إيجابي وليها تأثيرها الإيجابي لأنها بتوفر لكل طفل أسرته اللي محتاجها
كمان بطل تبص للكفالة على إنها نوع من أنواع الإعاقة أو النقص اللي محتاج تعويض.
على الأقل قول "لأ" في بعض الأحيان:
الأطفال محتاجين يسمعوا "لأ" في بعض الأحيان بغض النظر عن مدى صعوبة طلبهم، مش معنى كدا إنك متفاجئش طفلك بهدايا أو لعبة جديدة من وقت للتاني، لكن طفلك محتاج يسمع لأ لأن الأطفال بتتحول بسهولة لكائنات شرهة عندها رغبة في الاكتساب طول الوقت.
 
2- الاعتذار:
 
خطأ شائع بيقع فيه كتير من الآباء هو اعتقادهم بإنهم مينفعش أبدًا يعتذروا لطفلهم.
وعلى الجانب التاني في آباء بتعتذر لأطفالها طول الوقت بشكل مبالغ فيه، في الحقيقة الاتنين بيرتكبوا خطأ تربوي كبير.
يعني مثلًا لو صرخت في وش طفلك بشكل مبالغ فيه لأنك تعبان أو مرهق، فأنت لازم تعتذر لطفلك وتشرحله إنك مش بخير وإنك آسف على تصرفك
كمان متحاولش تفرط في شرح الأسباب يكفي "أنا اسف لاني زعقتلك بالشكل دا" أو "أنا آسف يومي انهاردا كان صعب"
ومفيش حاجة أبدًا لأنك تاخد طفلك وتروح تشتريله لعبة أو آيس كريم لتكفير ذنبك.
الاعتذار وحده كافي، مينفعش تعود طفلك إن التكفير عن الخطأ لازم يكون مقابل شيء مادي.
 
3- غياب الحدود والخصوصية:
 
كل الناس تستحق شوية خصوصية بما فيهم انت، سواء كان بسبب رغبتك إنك تقضي وقت حميم مع شريك حياتك، أو بسبب رغبتك في إنك تقضي وقت مع نفسك، أو بسبب رغبتك في إنك تخرج مع اصحابك بدون أطفال.
كل الآباء والامهات محتاجين يحطوا حدود لخصوصياتهم سواء كانوا كافلين أو لأ.
طبعًا الأطفال الرضع بيحتاجوا لوقت كتير من العناية والاهتمام ومعندهمش أي فكرة عن الحدود أو الخصوصيات
لكنهم في النهاية بيكبروا ويعرفوا إنك شخص مختلف عنهم مش امتداد لذاتهم، المهم إن لما طفلك يكبر تعلمه إزاي يحترم خصوصيتك.
لو اديت طفلك كل وقتك وأموالك واهتمامك طبيعي إن يجي عليك وقت وتحس باستياء، لأنك هتفشل في تلبية احتياجاتك الخاصة، واحتياجات شريك حياتك وباقي أطفالك لو كان عندك أطفال غيره.
كل ممتلكاتك من لبس أو مجوهرات أو غيره مفروض تحترم، ولو هتسمح لطفلك يلعب شوية بيهم فدا شيء كويس، لكن مش كويس خالص إن طفلك يقدر يلعب بيهم وقت ما يحب بدون إذن أو حدود.
الإفراط في إرضاء طفلك بيخلق منه طفل أناني، هتلاقي طفلك بياخد حاجاتك وقت ما يحب، ولو ضيع حاجة منها هتلاقيه مش مهتم و ولا فارق معاه.
لو لقيت طفلك بياخد حاجات من حاجاتك باستمرار برغم إنك حذرته، واستعملت معاه كل العواقب المعقولة، يبقى الحل في إنك تقفل باب أوضتك بمفتاح وتتجاهل صرخات طفلك.
لأن لما الحدود بتتكسر يبقى لازم يتم ترسيخها من أول وجديد، ومش معنى كدا بإنك شخص قاسي أو صعب، لكن هو دا المنطقي واللي مفروض يحصل.
 
 
4- إنكار مشاعر طفلك:
 
خطأ شائع تاني بيقوم بيه بعض الآباء والامهات هو إنكار المشاعر السلبية للطفل أو محاولتهم لإخراج طفلهم من أي شعور سلبي بيمر بيه.
سواء كان شعوره دا نابع عن حزن أو غضب او أي سبب تاني، طبيعي طبعًا إنك تكون مش حابب إن طفلك يمر بأي شعور سيء، لكن كل طفل بيكون عنده سبب وجيه لمشاعره مينفعش نتجاهله.
الطفل المكفول أحيانًا بيمر بمشاعر حزن من وقت للتاني بسبب فقدانه لأمه من النسب.
ومشاعره دي مينفعش أسرته الكافلة تتجاهلها أو تجبره على نسيانها عن طريق إنها تقدمله بدائل سعيدة في اللحظة دي.
اعترف بمشاعر طفلك وقوله إنك عارف إن شيء صعب إن الواحد يفقد أسرة نسبه، وإنك مقدر حزنه، وإنك لو مكانه أكيد كنت هتحس بنفس إحساسه.
احترم مشاعر طفلك حتى لو كان زعلان على لعبته اللي ضاعت أو قلمه اللي اتكسر، قول لطفلك "عندك حق تزعل، أنا لو مكانك كنت هزعل"