استعداد الوالدين للكفالة يعني الأب والام يخططوا بشكل كويس جدًا لمساعدة نفسهم وطفلهم من قبل وصوله.
وياخدوا قرار مدروس مبني على دراسة الإيجابيات والسلبيات لعملية الكفالة، وفهم عواقب كفالة طفل مهما كان سنه.
أحياناً بيكون تصور الوالدين عن طفلهم بالكفالة جميل وبيبنوا عليه توقعات وأحلام كبيرة
بس لما الطفل بيوصل ويبدأ يعيش معاهم بيحصل بعض الحاجات اللي بتسبب إرباك وعدم فهم الوضع رايح بيهم لفين.
طبعًا المكافآت والمتعة الحقيقية لتربية طفلك المكفول كبيرة جدًا، لكن لو بدون توجيه ودراسة واستعداد فالتحديات الحقيقية اللي هتقابلكم هتكون أكتر استنزاف وإرباك وإحباط.
عشان كدا لازم يكون في استعداد كامل من الوالدين قبل الكفالة، ويستعدوا للتعامل مع أي مشكلة يحتمل إنها تقابلهم، عشان يقللوا من فرصة حدوث إجهاد أو اكتئاب ليهم بعد الكفالة.
واحنا في "كفالة" بنقدملكم ٦ حاجات محتاجة منكم استعداد صح قبل كفالة طفلكم
١- الاستعداد العاطفي:
التواصل العاطفي بين الوالدين وطفلهم من أول وأهم الخطوات في بناء علاقتهم ودا نقدر نعمله عن طريق:
• إظهار التعاطف خصوصًا لو الطفل كبير ومر بخساير قبل كفالته.
• توجيه الطفل بوعي ومرونة
• فهم الأمور من منظور الطفل، بمعنى إننا نحط نفسنا مكانه ونعرف بيفكر إزاي.
• التفكير في نموذج تربية مناسب لظروف الطفل واحتياجاته.
•استخدام العيلة والأصحاب كمساعدين ومصدر دعم واطلاعهم على الخطة كاملة قبل الكفالة.
٢- الاستعداد العملي:
ممكن يكون الحب هو الأساس في عملية الكفالة وبناء الأسر، بس الحب لوحده مش كفاية لبناء أسرة.
الموضوع محتاج جهد وتعاطف وصبر، وفهم مشاعر الطفل، بس في أدوات مهمة جداً هتساعدك زي:
اللعب والتواصل
اللعب والتواصل أداتين مرتبطين ببعض وبيساعدوا على كسر الحواجز بين الوالدين والطفل.
لأن اللعب قادر يعمل تواصل سحري بينهم وبين بعض
حمامات السباحة وملاعب الكورة، اللعب فيها بيكون ليه روح وفرحة وبيساعدوا الطفل على الاندماج والتعبير.
لما بيتخلق التواصل بينكم بيكون في علاقة ثقة وراحة وصدق.
ولأن الكفالة هتستمر مدى الحياة، فانتوا محتاجين تفتحوا سكة للتواصل مع ابنكم، ولازم يكون في حديث عن المشاعر باستمرار، وطريقة صح لمناقشة المواضيع الصعبة.
واللعب من أكتر الحاجات اللي هتخلق تواصل بينكم وهتساعدكم على بناء علاقة الثقة دي.
٣- الاستعداد للعناية بالرضيع:
لو هتكفل طفل رضيع فانت محتاج تتعلم كيفية العناية بيه، وتحط في اعتباراك تأثير وجود طفل رضيع على حياتك وعلاقتك بشريك حياتك.
اقرأوا عن العناية بالرضع، ولو في محاضرات لإعداد الحوامل للعناية بالرضيع احضروها، وطالبوا بمساحة متساوية جوا مجتمع الأمومة والأبوة.
اقرأوا عن مراحل نمو الطفل، اقرأو عن القضايا المتعلقة بالكفالة.
حطوا خطة للطريقة اللي هتعرفوا بيها ابنكم إنه مكفول، دي فرصتكم تعرفوه من صغره وتبنوا جواه هويته عشان يقدر يتقبلها طول عمره.
٤- الاستعداد لكفالة طفل أكبر سنًا:
الاستعداد لكفالة طفل أكبر سنًا بيحتاج مجهود وتحضير أكتر من الطفل الرضي
افتقاد الطفل للدعم العاطفي قبل كفالته بيخلي الطفل محتاج لوقت عشان يقدر يندمج في الأسرة، مهم جدًا تساعدوا طفلكم على الارتباط بيكم والتواصل معاكم عشان ينجح في إنه يكون جزء من أسرتكم.
غالبًا دا مش هيكون سهل في البداية، وغالبًا الطفل هيقاوم، بس اللعب والأنشطة والوقت الأسري اللي هتقضوه سوا كأب وأم وابن هيساعدكم على كسر الحواجز، وهيساعد الطفل على الاندماج تدريجيًا.
في بعض الأسر بتختار التعليم المنزلي في البداية، عشان تنمي علاقتها بالطفل وعشان تسد فجوة انتقال الطفل لبيئة جديدة، ولما الطفل يبدأ في الاندماج والتواصل ويبدأ يعبر عن مشاعره، بتبدأ الأسرة تدمجه مع المجتمع وتنقله للتعليم المدرسي.
٥- الاستعداد لكفالة طفل متضرر:
الأطفال المتضررة هي الأطفال اللي اتعرضت لإساءة أو عنف أو إهمال قبل كفالتهم
وكفالة الأطفال دي بتحتاج مننا استعداد أكبر لأنهم بيحتاجوا لمساعدة ودعم اكتر، عشان يقدروا يتغلبوا على مخاوفهم وماضيهم المؤلم.
في البداية كأم وأب هتحتاجوا تتابعوا سلوك الطفل، وتشوفه هل سلوكه كان ملائم لحياته قبل كدا في دار الرعاية، هل في محفز معين لما بيحصل بيفكر الطفل بالإساءة اللي اتعرض لها؟
الطفل ممكن يكون بيعاني من قلق مزمن مسببله عدم القدرة على الانتقال لأسرة جديدة والتعايش معاها، انتقال الطفل بسهولة من مكان لمكان بيعتمد في الأساس على معتقداته واحساسه بالأمان وثقته في العالم حواليه.
بس للأسف دا مبيكنش سهل على طفل مر بتجربة الخسارة وعرف يعني إيه رعب، عرف يعني إيه إحساس الرفض والتخلي وفاهم كويس إن التغيير مش ضروري يكون حاجة إيجابية، ومعندوش الاستعداد لخسارة تانية أو إن حد يتخلى عنه تاني.
خصوصًا لو الطفل مرتبط أوي بأصحابه في الدار بيكون الوضع أصعب.
انتوا كأب وأم عندكم القدرة على تعلم مهارات جديدة هتساعدكم على التكييف مع طفل بيعاني من القلق وعدم الإحساس بالآمان، وتساعدكم تعلموهم إزاي يتعاملوا مع احساسهم بالخوف وقلقهم من الخسارة.
متتردووش في إنكم تدوروا على حد متخصص، متترددوش إنكم تقدموا للطفل الدعم العلاجي والنفسي لو كان محتاج ليه، ووقتها هتلاقوا طفل تاني قادر يندمج معاكم بشكل كويس جدًا
وافتكروا دايمًا إنكم كأب وأم واعيين عندكم القدرة إنكم تساعدوا الطفل على التغلب على ماضيه عن طريق بس شوية مساعدة منكم ومن حد متخصص.
٦- الاستعداد للمشاكل الطبية:
أحيانًا الأطفال في دور الرعاية بتعاني من مشاكل طبية سببها الحرمان الغذائي، أو مشاكل وراثية، أو أمراض معدية، أو تعرض الطفل للمخدرات بسبب تعاطي الأم وهي حامل
وقد تكون المشاكل المرضية دي ليها تأثير كبير على نمو دماغ الطفل، وعلى كلامه وسلوكه.
مشاكل مرضية كتير ممكن للأب والأم المساعدة في تخفيف أثرها على الطفل عن طريق التدخل المبكر بالعلاج وبالأنظمة الغذائية، ومتابعة مع طبيب نفسي وسلوكي عشان يساعدكم على تطوير النمو الحسي والمعرفي للطفل.
ويعتبر العلاج الشامل اللي بيشمل العلاج الجسدي والنفسي والعاطفي في نفس الوقت، هو أفضل أنواع العلاج اللي هيساعد الطفل على تحقيق قدراته الكاملة.
أخيراً: مخاوف عامة:
عملية الكفالة ليها احتمالات ومشاكل غير متوقعة، عشان كدا دايمًا الاستعداد المسبق بيسهل على الوالدين التعامل مع أي عواقب تقابلهم، وبيديهم الفرصة لإعادة التفكير قبل أخد القرار.
يعني مثلًا الاستعداد المسبق للتكفل بالطفل ليه احتياجات خاصة، بيدي الوالدين فكرة عن الاحتياجات الطبية والمالية طويلة المدى اللي هيحتاجها الطفل، وتأثير الاحتياجات دي على الأسرة.
التحضير المسبق للتكفل بطفل ليه لون أو سمت مختلف، بيوعي الوالدين إن مفيش مجال لتجاهل العنصرية، وإن لازم يكون طريقة صح للتعامل مع الأشخاص العنصريين.
عشان كدا لازم يكون كل شيء مدروس صح، ومتوقع إلى حد كبير، عشان تتحقق الملائمة الأسرية وبناء الأسرة يمشي بسلاسة أكبر وبمشاكل أقل.
عشان كدا التحضير المسبق عن طريق التثقيف والقراءة، وحضور المحاضرات وورش العمل التربوية والاستعداد لفهم الذات، والتعلم من الخبرات، كل دي وسايل كتير هتساعدك على الاستعداد لكفالة طفل أيًا كان سنه أو وضعه
وإنت كوالد كافل فانت عندك ميزة الاختيارات اللي تناسب قدرتك وقت كفالة الطفل، استعد صح واختار صح.
"إذا كنت تأمل للأفضل، فتحضر للأسوأ، وابذل أفضل ما عندك"
