كيف تربي طفلك على المرونة والقدرة على التعافي

 

مفيش أسرة كافلة إلا وعندها آمال كبيرة وطاقة حب وفرحة متتوصفش بوصول طفلها، عايشة حالة من متعة الأموة والأبوة اليومية، لكن برغم كدا مفيش أسرة كافلة عندها معلومة عن مدى تأثير طريقة حياة طفلها قبل كفالته على قدرته على التعامل مع النكسات والخساير، يا ترى هيبقى إيه رد فعل طفلهم لما لعبه تتكسر أو لما يتنقل لمكان جديد أو لما حيوانه الأليف يموت، وهل فقدانه لأبوية من النسب هيكون ليه تأثيره على طريقة تعامله مع الصدمات فيما بعد؟؟

الموضوع كله متعلق بالمرونة والقدرة على التعافي، متعلق بالقدرة على مواجهة عقبات الحياة والتعامل معاها، أثبتت الأبحاث إن المرونة بالنسبة لينا كلنا جزء منها فطري وجزء مكتسب، كلنا اتولدنا وعندنا القدرة على مواجهة التحديات وعلى إننا نكبر كبالغين هادفين ومستقلين، وكمان أثبت الأبحاث إن الأطفال المكفولين بيكتسبوا القدرة على التعافي بنفس طريقة الأطفال من النسب.

لكن هل فقدان الوالدين أو قضاء الطفل وقت طويل في الدار ليه تأثير سلبي على قدرة الطفل على التعافي؟؟؟

في الحقيقة إن في علاقة، لكن أثبتت الأبحاث إن تقديم الرعاية والحب للطفل في أسرة دايمة بتتمتع بالمرنة والقدرة على التعافي، بيخلي الطفل قادر على التعافي وعلى التعامل بمرونة مع الأحداث في حياته زيه زي أي طفل نشأ في أسرته من النسب.

دراسة عن الاختلافات:

أحد الدراسات طويلة الأجل اللي اتعملت على الأطفال المكفولين بعد عام من كفالهم، أثبتت إن 80% من الأطفال المكفولين أظهروا اختلافات بسيطة جدًا تكاد تكون منعدمة في القدرات الجسدية والعاطفية مقارنة بالأطفال العاديين من نفس سنهم، وأظهر الأطفال المكفولين قدرات واضحة جدًا على التعافي.

خصائص الطفل المرن:

معرفة الأم والأب لخصائص المرونة المفروض تواجدها عند طفلهم هيساعدهم بشكل كبير عشان يغززوها في طفلهم، ويحددوا إمتى طفلهم محتاج لدعم، وهنا بنقدملكم بعض سمات الأطفال اللي بتتمتع بالمرونة والقدرة على التعافي:

  • مدركين إن عندهم آبوين أو أشخاص بالغين مهتمين بيهم، وهيقدمولهم الدعم والمساعدة وقت ما يحتاجوهم..
  • عارفين إنهم مقبولين زي ما هما، مش زي ما حد عايزهم يكونوا، والأب والأم الناجحين هما اللي بيدركوا صفات أطفالهم الفريدة وبيتقبلوا قدراتهم، وعندهم توقعات واقعية.
  • مدركين لنقاط قوتهم وعارفين إن اللي حواليهم بيقدروها.
  • شايفين أخطاءهم على إنها تجارب أو فرص للتعلم ومش فشل منهم.
  • عارفين إزاي يحلوا مشاكلهم، وعندهم عور بالسيطرة على حياتهم.
  • قادرين على الانضباط الذاتي وضبط النفس، ودا بدوره بيعزز احترامهم لذاتهم.

 

إزاي تربي طفلك على المرونة في كل مرحلة من مراحل عمره:

المرحلة (0-2) سنة:

  • اظهر حبك: السنة الأولى لطفلك هي الأساس في تربيته على المرونة، اظهر حبك لطفلك عن طريق الاستجابة لاحتياجاته الجسدية والعاطفية، شل طفلك واحضنه واتكلم معاه.
  • تفهم وتقبل مزاج طفلك: في أطفال بيتولدوا حساسين جدًا، فمثلًا في أطفال بتبقى حساسة للمس أو للصوت العالي، تفهمك لحاجة زي كدا هيخليك تتجنب المبالغة في تحفيز حواس طفلك بعدم تعريضه لمصادر الإثارة زي الضوضاء الشديدة.

المرحلة (3-5) سنوات:

  • راعي سرعة طفلك في التعلم: في المرحلة دي من عمر طفلك، هيواجه تحديات كتير، زي قدرته على إنه يأكل نفسه أو يغير لبسه لوحده، أو يتعلم الأبجدية، قدرة طفلك على تحقيق الأهداف دي هيخليه يحس بالإنجاز، لكن ممكن شعوره بالتعثر على طول الطريق يخليه بحس بالإحباط، وعشان كدا قدم لطفلك المعلومات بطريقة تناسب سرعته، قسم لطفلك المهام لأجزاء قابلة للتنفيذ عشان يقدر يحس بالإنجاز مع كل خطوة.
  • ابدأ بإدخال قواعد التربية: الطفولة هي الوقت المناسب لوضع قاعد التربية، الأطفال محتاجين لقواعد تحسسهم بالأمان لما يحبوا يجربوا شيء جديد، حط القواعد لكن في نفس الوقت ساعد طفلك على النجاح في تطبيقها، متحطش طفلك باستمرار في موقف انت عارف إنك هتقوله فيه لأ.
  • قضي مع طفلك وقت ممتع: عزز إحساس طفلك بالأمان عن طريق تخصيص وقت معين ليه تقضيه معاه على انفراد، بالطريقة دي يبقى كأنك بتقول لطفلك "انت جزء مميز في حياتي".

المرحلة (6-9) سنوات:

  • شجع طفلك على الاستقلال: متستعجلش وتتدخل بمجرد ما تشوف طفلك بيعاني من مشكلة في مدرسته أو مع حد من زمايله، اسأله طفلك ايه مشكلته وقدمله النصيحة وساعده يحل مشكلته بنفسه بدل ما تتدخل وتحلها انت.
  • ساعد طفلك على الاعتدال: ضغط المدرسة بيخلي الأطفال تميل للكمال في دراستها وفي أخلاقها وسلوكياتها، ساعد طفلك على الاعتدال واستخدم تجربة حياتك كمثال، قول لطفلك "وأنا في سنك مكنتش شاطر في الرياضة، بس قدرت أنجح في حياتي، ولا انت إيه رأيك؟"
  • حط قواعد بس إديه فرصة للعب: المبالغة في القواعد بتخلي الطفل يحس بالضغط وبتقلل من مرونته، طفلك محتاج لوقت للراحة ومساحة معينة في يومه يلعب فيها بدون إحساس بالضغط.
  • خليه شخص مفيد: ساعد طفلك على الاشتراك في الأنشطة التطوعية، وعلى مساعدة غيره، علمه يتصدق بجزء من مصروفة، لأن دا بيغرس في طفلك الشعور بالتعاطف وبتحقيق الهدف ودا هيعزز المرونة عنده.
  • ركز على نقاط القوة لطفلك: ممكن يكون طفلك مش شاطر أكاديميًا لكنه ماهر جدًا في رياضة معينة، أو في عمل فني معين، شجعه على المذاكرة وعلى التطور في دراسته لكن في نفس الوقت اسمحله يطور من مواهبه وقدراته، زي إنك تشترك له في دروس الرسم أو تعليم العزف، أو في نادي يطور في مهارته، خليك دقيق ومحدد لما تيجي تمدح طفلك على قدراته أو إنجازاته، فمثلًا قول لطفلك: "إنت بتحل مسائل الرياضة بشكل ذكي جدًا"

اظهر قدرتك على التعافي:

أهم شيء إنك تظهر المرونة وقدرتك على التعافي في حياتك اليومية، لأن الأطفال بتتعلم تتعامل مع النكسات والشدائد اللي بتقابلها في حياتها عن طريق ملاحظتها لطريقة تعامل الأب والام مع الصعوبات، ضروري إنكم كآباء وأمهات تظهروا طرق إيجابية في التعامل مع المواقف الصعبة، وكل ما طفلك كان شايف إنكم واثقين من قدرتكم كأسرة على التعامل في المواقف الصعبة، كل ما هيكبر وهو مرن أكتر وعنده قدرة أكبر على التعافي.