معنى الترابط والتعلق بينك وبين طفلك المكفول

كل الآباء الكافلين عندهم رغبة قوية في الارتباط بطفلهم وتكوين علاقة تعلق قوية متبادلة بينهم وبين طفلهم، وتقريبًا كلهم بينجحوا في تكوين علاقة إيجابية سعيدة مع طفلهم المكفول، بعض الآباء الكافلين وخصوصًا الآباء الجداد بيبقى عندهم قلق من قدرتهم على تحقيق علاقة ترابط قوية مع طفلهم، ومنهم اللي بيكون عنده اعتقاد خاطئ بإن الآباء البيولوجين عندهم علاقة سرية سحرية بتربطهم بأطفالهم، بتخليهم يعرفوا يعملوا إيه وامتى، لكن في الحقيقة مفيش أي دليل على الاعتقاد دا.

طبيعي يكون عند الوالدين الكافلين بعض الشكوك، خصوصًا لما يكون المجتمع من حواليهم بيمثل دايمًا الآباء البيولوجيين على إنهم أفضل من الآباء الكافلين، ضروري جدًا إنكم كآباء كافلين تواجهوا الشكوك دي بالمنطق، ودا اللي هنساعدكم عليه هنا.

الجميل إن مش بس معظم الآباء الكافلين بيقدروا يكونوا علاقة ترابط قوية مع أولادهم المكفولين، لكنك كمان تقدر تحسن علاقتك بطفلك عن طريق بعض الخطوات حتى لو كانت الكفالة حصلت من سنين وطفلك بقى مراهق دلوقتي.

ولأننا في "كفالة" يهمنا إن كل أسرة كافلة تفهم آلية تكوين العلاقة بينها وبين طفلها المكفول، فاحنا هناقش معاكم هنا أساسيات الترابط والتعلق، وهنعرض طرق لتقييم علاقتكم الحالية بطفلك، وكيفية معالجة عدم قدرة طفلكم على الارتباط بيكم، وكيفية التعامل مع شعوركم بعدم استحقاق طفلكم.

الترابط هو عملية نتيجتها التعلق.

الترابط هو الخطوات والاجراءات اللي بيقوم بيها الوالدين مع طفلهم عشان طفلهم يرتبط بيهم عاطفيًا، أم التعلق فهو العلاقة اللي بتنشأ بمجرد حدوث الترابط، فالتعلق هو النتيجة النهائية لعملية الترابط، والتعلق مش بيحصل إلا لما يحصل الترابط الأول. وبمجرد ما بيحصل التعلق بيكون من الصعب جدًا كسره.

وبغض النظر عن كون العلاقة اللي بتربطك بطفلك علاقة بيولوجية أو علاقة كفالة، فلازم تكون مدرك إن علاقة الترابط والتعلق مش بتحصل بشكل فوري من أول نظرة أو من أول لقاء بينك وبين طفلك، لأ دي بتحتاج لوقت عشان تتطور، كمان ضروري تكون مدرك إن هيكون فيه تقلبات على طول الطريق في علاقتك مع طفلك، العلاقة مش هتفضل طول الوقت ابتسامات وأحضان.

ضروري كمان تكون عارف إن علاقة الترابط والتعلق هي علاقة تفاعلية متبادلة بينك وبين طفلك، مش علاقة من اتجاه واحد، وبالتلي وجود مشكلة في علاقة الترابط بينكم فهي مش مشكلة طفلك لوحده، ولا بالضرورة تكون مشكلتك، وشيء صحيح إن بعض الأطفال اللي بيتم كفالتهم في عمر أكبر سنًا بيواجهوا مشكلة في الارتباط بواليهم الكافلين.

وبرغم إن علاقة الترابط والتعلق علاقة تفاعلية متبادلة لكنك مينفعش تتوقع مساواة كاملة في الأخد والعطاء، وإلا هتصاب بخيبة أمل شديدة، وفي نفس الوقت مينفعش تكون العلاقة بينك وبينك طفلك مبينة على إن الطفل هو اللي بياخد بس، دي كمان علاقة غير متوازنة وبتسبب مشاكل.

 

التعلق، الطفل المكفول، الأبوين الكافلين.

أثبتت الدراسات والتجارب إن الأطفال المكفولين قادرين على تطوير علاقة ترابط قوية مع أبويهم الكافلين ومع اخواتهم وأسرهم الممتدة، وإن أغلب الأسر الكافلة قادرة على تشكيل علاقة ترابط قوية بأطفالها.

لكن كان في بعض القواعد الأساسية المتعلقة بالترابط والتعلق، منها: إن كل ما كان الطفل أصغر وقت كفالته كل ما كان من السهل تكوين علاقة الترابط بشكل أسرع، لكن مش معنى كدا إنك تتوقع إن لازم علاقة الترابط تحصل من النظرة الأولى.

غالبًا هو دا السبب الرئيسي ورا رغبة كتير من الناس في كفالة الأطفال الرضع لأنهم عارفين بغريزتهم إنهم عندهم فرصة كويسة جدًا لتكوين علاقة ترابط قوية بينهم وبين طفلهم، لكن مش معنى كدا إن الأطفال اللي بيتم كفالتهم في سن أكبر مش بيقدروا يطوروا علاقة ترابط قوية مع أسرهم الكافلة، لكن الفكرة إن تطوير علاقة الترابط ممكن تحتاج لوقت أطول وممكن كمان يحتاج لجهد أكبر اعتمادًا على ماضي الطفل وعلاقاته السابقة وعوامل تانية.

 

تقييم علاقتك بطفلك:

لو قلقان لأنك حاسس إن علاقة الترابط بينك وبين طفلك مش قوية كفاية، اسأل نفسك الأسئلة دي واقرأ تفسير كل سؤال بعد كدا.

  • طفلك عاش معاك وقت أد إيه في بيتك؟
  • هل الوضع أفضل ولا أسوء، ولا هو نفسه تقريبًا من وقت كفالة طفلك؟
  • هل في أي مؤشر على تطور علاقة الترابط بينك وبين طفلك؟؟

طفلك عاش معاك وقت أد إيه من وقت وصوله بيتك؟؟

الوقت اللي طفلك عاشه معاك من يوم وصوله مهم جدًا في عملية الترابط، يعني لو قلقان من عدم وجود ارتباط قوي بينك وبين طفلك اللي عمره 6 سنين برغم إنك كفلته من شهر تقريبًا، فانت محتاج تديه وقت أكتر من كدا، وافتكر إن كل ما كان الطفل أكبر سنًا وقت كفالته كل ما احتاج لوقت أطول عشان يطور علاقة الترابط بأبويه الكافلين.

مش معنى كدا إن الطفل الكبير أو المراهق هيحتاج لسنين عشان يطور علاقة ترابطه بأسرتك، برغم إن دا ممكن يحصل في بعض الأحيان، ويكاد يكون من المستحيل إنك تقدر تحدد كل فترة هيحتاجها الطفل عشان يرتبط بأسرته، مفيش أي شيء مؤكد غير إن كل ما كان الطفل أكبر سنًا كل ما هيحتاج لوقت أطول لتطوير علاقته بأسرته الكافلة.

تقييم الموقف: هل الوضع أفضل ولا أسوء، ولا هو نفسه تقريبًا من وقت كفالة طفلك؟

لما تيجي تقيم الموقف ضروري تقيمه من زوايا مختلفة، يعني مثلًا قارن مستوى ترابط طفلك بالمستوى اللي كان عليه بعد أسابيع أو شهور قليلة من الكفالة، وحط في اعتبارك حاجة مهمة جدًا، لو كان طفلك في بدايات المراهقة، خلي بالك جدًا من تقييمك، لأن وارد جدًا تكون على علاقة كويسة جدًا مع طفلك المكفول اللي عنده 11 سنة، لكن بعد وصول طفلك ل 12 سنة ودخوله في مرحلة المراهقة هتلاقي علاقتك بيه بتضطرب وهتسمع منه كلام معناه إنه بيكرهك! في الحقيقة دي مش مشكلة تعلق، ولا مشكلة متعلقة حتى بالكفالة، دا شيء مألوف جدًا في كتير من الأسر اللي بيمر فيها أطفالهم بمرحلة المراهقة.

 مؤشرات تدل على تطور علاقة الترابط:

بعض الأسر الكافلة وخصوصًا الأمهات بيكونوا منتظرين مؤشرات قوية تدل على ارتباط طفلهم بيهم، وبيكون عندهم تصور إن لو المؤشرات دي محصلتش يبقى طفلهم لسه مش قادر على تطوير علاقة الترابط بيهم، فمثلًا كتير من الأمهات الكافلات لطفل رضيع بيبقوا مستنين اللحظة اللي طفلهم يعيط فيها لما يسيبوه مع حد غيرهم، ويبيبقوا شايفين إن عياط طفلهم على غيابهم هو المؤشر الحقيقي على تكوين علاقة الترابط، في الحقيقة مش دا الواقع، حتى الطفل الرضيع بيمر بأشخاص كتير من مقدمي الرعاية قبل كفالته، ومحتاج لوقت عشان يقدر يفهم الفرق بين أمه الكافلة الدايمة وبين مقدمي الرعاية المؤقتين، في مؤشرات بسيطة كتير بتدل على تطور علاقة الترابط بينك وبين طفلك غير إنه يعيط على غيابك، زي إن لما حاجة تزعله يعيط في حضنك أو إنه يمسك إيدك لما يخاف أو إنه يحب ينام جمبك بدل ما كان بينام لوحده.

 

التعلق مش معناه الانسجام التام:

مهم جدًا إنك تكون مدرك إن وجود علاقة ترابط بينك وبين طفلك مش معناه إنك هتكون دايمًا سعيد بطفلك أو العكس، هيجي عليك وقت وهتحس إنك منزعج من طفلك أو غضبان منه، وهو كمان هيجي عليه وقت وهيحس إنك أسوء والد في العالم، المهم إن الدعائم الأساسية للارتباط تكون موجودة، انت لو مش بتحب طفلك فانت مش هتهتم بسلوكه، وهو لو مش بيحبك مش هيهتم برأيك في سلوكه.

 

اختلاف الارتباط باختلاف العمر:

نوع الارتباط وشدة تعلق طفلك بيختلف باختلاف عوامل كتير منها عمر الطفل، فزي ما قولنا قبل كدا إن كل ما كان الطفل عمره أصغر وقت كفالته كل ما كان تكوين علاقة الترابط أسهل عن لو هتكفل طفل أكبر سنًا، ودا لأن الأطفال الأكبر سنًا مروا بتجارب قبل كفالتهم، ممكن يكون الطفل اتعرض قبل كدا للإساءة أو للإهمال، ومحتاج يعرف إنه يقدر يثق في الأشخاص البالغين وإن مش كلهم أشخاص مؤذيين أو هيتخلوا عنه.

كيفية إظهار الرضع والأطفال الصغار للتعلق:

الأطفال الرضع والأطفال الصغيرين بيظهروا ارتباطهم بوالديهم عن طريق الابتسامات والتشبت في دراعاتهم وتفضيلهم على غيرهم، أحيانًا الاستجابات دي بتحتاج لوقت عشان تتطور خصوصًا لو هتكفل طفل أكبر سنًا، أحيانًا بعض الأطفال المكفولين بيبقوا ودودين بشكل عشوائي مع كل الناس تقريبًا ودا بيسبب لآباءهم قلق شديد.

طبعًا لو طفلك كان بيجري على أي غريب يشوفه ويحضنه فدي مشكلة وهتحتاج تواجهها وتتعامل معاها، بس النقطة المهمة هنا إنك متاخدش سلوك طفلك على إنه رفض شخصي ليك أو إشارة على إن طفلك مش مرتبط بيك.

العلاقات السابقة في حياة الطفل وتأثيرها على ترابطه بأسرته الكافلة:

كتير من الاطفال بيكونوا علاقة ترابط قوية مع مقدمي الرعاية في الدور، وفي منهم اللي بيكون مازال مرتبط بأبويه البيولوجيين بالرغم من تعرضه للإساءة والإهمال على إيديهم قبل دخوله الدار.

كتير من الناس بيبقى صعب عليها إنها تستوعب إزاي وليه طفل قادر يحب والد مسيء أو مؤذي، لكن في الحقيقة في أطفال قادرة على كدا وبتعمل كدا، إياك تحاول تقنع طفلك إنه مفروض ميحبهمش، أو إنك تشوه صورتهم في نظره عشان يكرههم.

كمان عمر الطفل عند انفصاله عن أسرته البيولوجية أو عن أي شخص تاني قدر الطفل على تطوير علاقة ترابط معاه ليه دور مهم حتى لو كانت علاقة الترابط دي حصلت في مرحلة الرضاعة، لكن في العموم بيعتقد الخبراء إن الطفل اللي قدر على تكوين علاقة ترابط مع شخص بالغ حتى وإن كانت العلاقة دي فيها بعض المشاكل، فالطفل دا هيكون قادر على تكوين علاقة ترابط تانية بشخص بالغ تاني.

طبعًا كل ما كان الطفل أصغر وقت كفالته كل ما زادت احتمالية تكوين علاقة ترابط قوية بأسرته الكافلة، المشكلة بتحصل لو عمر الطفل كان أكبر من 3 سنين وقت الكفالة، وخصوصًا الطفل اللي بيتعامل مع عدد كبير من مقدمي الرعاية ومفيش واحد بعينه مسؤول عنه، التعامل مع أكتر من شخص بالغ في تقديم الرعاية ممكن يخلي الطفل يواجه مشكلة في الارتباط بأسرته الكافلة فيما بعد.

لكن الشيء اللطيف واللي يطمن إن معظم الأطفال بيكون عندها قدرة كبيرة على المرونة والتكيف مع الاوضاع الجديدة، الفكرة كلها مسألة وقت مع أغلب الأطفال.

التعلق والأطفال الأكبر سنًا والمراهقين:

تطوير علاقة التعلق بينك وبين طفلك الأكبر سنًا غالبًا هتحتاج منك لجهد كبير، لكنها في الغالب هتحصل في النهاية، الأطفال الأكبر سنًا غالبًا مروا بتجارب صعبة وسلبية في حياتهم، وهيحاولوا يختبروا قدرتك على تحمل سلوكياتهم، ممكن تلاقي طفلك بيشتم وبيدخل في نوبة غضب أو بيتصرف بطريقة سلبية، عايز يعرف رد فعلك إيه؟ هل هتتحمله ولا هترجعه الدار من تاني؟

 

النظر في علاقتك بطفلك

نظرًا إن العلاقة بين الوالدين وطفلهم هي علاقة تفاعلية جدًا، فمن الضروري إنك تلقي نظرة على الأمور اللي ممكن تأثر على علاقتك بطفلك، زي النظر في مشاعرك بخصوص استحقاقك لطفلك، وشعورك الداخلي بإنك تستحق تكون والد أو لأ، ومراعاتك للاختلافات في المزاج والشخصيات، وطريقتك لحل المشاكل الناتجة بسبب الاختلافات دي.

مشاعر الشك:

تعرف إزاي إذا كنت بتشك في استحقاقك إنك تكون والد لطفلك؟ أو بتشك في مهاراتك وقدرتك على تربية طفلك؟ اسأل نفسك الأسئلة دي وجاوب ب"نعم" أو "لأ" ، لكن حط في اعتبارك إن كل الآباء بيجي عليهم وقت وبيحسوا فيه بعدم كفاءتهم، عشان كدا خلي إجابتك مطابقة للي بتحس بيه في معظم الوقت.

1- أعتقد إن صديقي أو أختي دايمًا هيكونوا والدين أفضل مني.

2- هل ممكن تكون أم طفلي من النسب عارفة احتياجات ابني أحسن مني؟؟

3- الدراسة المنزلية خلتني أشك في قدراتي على الامومة والأبوة.

4- أنا ببذل قصارى جهدي وعندي استعداد أتعلم أكتر وأكتر عشان طفلي.

 

بالنسبة للسؤالين 1، 2. لو عندك احساس معظم الوقت بإن أشخاص تانيين غيرك ممكن يقوموا بدور أفضل منك، فانت غالبًا بتواجه مشكلة عدم أمان، لو كنت حاسس بعدم الاستحقاق، او بعدم قدرتك على مسؤوليات الأمومة والأبوة، فانت في الغالب هتقع في أخطاء كبيرة جدًا أثناء تربية طفلك، زي الفشل في توجيه طفلك لما يغلط أو الأفراط في الهدايا واللعب بغرض تعويض طفلك عن تقصيرك اللي انت متصوره، أيوة انت متقدرش تحل محل الوالدين من النسب، ولا مطلوب منك تعوض طفلك، لكنك تقدر تكون والد صالح لطفلك في حد ذاتك.

بالنسبة للسؤال التالت: طبيعي إنك تحس بشوية قلق بعد زيارة البحث الميداني، وإنك تعيد حساباتك في قدراتك على تحمل المسؤوليات اللي منتظراك، وحتى لو أخدت الموافقة إنت مش مجبر على كفالة طفل لو حاسس إنك لسه غير مستعد، واجه نفسك وحاول تحدد إيه مخاوفك وتلاقي حلول ليها، ممكن تستعين كمان باستشاري أسري وتربوي عشان يقدر يحددلك إيه هي مخاوفك بخصوص مهارات الأمومة والأبوة، وأفضل الطرق لتحسين المهارات دي.

 

بالنسبة للسؤال الرابع: لو كانت إجابتك عليه بـ "نعم" فانت في الغالب معندكش مشكلة متعلقة بالشك في قدراتك أو استحقاقك للأبوة والأمومة، واعرف إن مفيش حد مثالي وطالما بتبذل أقصى جهدك ففي الغالب كل حاجة هتبقى تمام.

 

الأمور المزاجية:

غالبًا الآباء وأولادهم بيبقوا مختلفين عن بعض في الأمزجة والصفات، سواء كان أطفالهم من نسبهم أو مكفولين، الفكرة إن الآباء في الغالب بتفترض أن أبناءها من النسب بيشبهوهم في المزاج والصفات أو بيشبهوا حد معين في عيلتهم الممتدة، الميزة في الكفالة إنك مش بتقدر تتوقع طفلك هيكون مزاجه شبه مين، وسواء كان مزاجك هادي أو مفرط النشاط فانت مش هتقدر تفترض إن طفلك هيطلع زيك، النقطة المهمة هنا هي اعترافك بمزاج طفلك وتقبله، النقطة إنك تبقى مدرك إن الشيء اللي بيحفزك ممكن يكون مختلف تمامًا عن الشيء اللي بيحفز طفلك، وإنك تحاول تكيف نفسك مع احتياجات طفلك.

 

هل في وجود للأطفال والأسر غير المرتبطين؟؟

بعض الناس بيكون عندها اعتقاد إن كل الاطفال المكفولين أو معظمهم بيعانوا من مشاكل في التعلق أو معندهمش قدرة على الارتباط بأي شخص، أحيانًا بعض الأسر الكافلة اللي بتعاني من مشكلة كبيرة في الترابط مع طفلهم المكفول بيحسوا براحة كبيرة في تعميم موقفهم الحزين على كل الأسر الكافلة، سواء دا كان مناسب للأسر التانية ولا لأ، لكن هما عندهم اعتقاد إن طالما تجربتهم كانت سيئة يبقى أي أسرة تانية ظروف كفالتها شبه ظروفهم فهما كمان تجربتهم هتبقى تجربة بائسة زيهم تمامًا.

وبرغم إن فعلًا بعض الأطفال ممكن تواجه مشاكل في الارتباط بأسرتها الجديدة خصوصًا لو كان الطفل كبير أو اتعرض لإساءة شديدة أو اهمال في ماضيه، لكن في أغلب الحالات الارتباط بيحصل في النهاية مع الصبر وحسن التصرف.

 

 

تجارب الإساءة والإهمال وتأثيرها على الترابط بينك وبين طفلك:

لو طفلك تعرض لأي نوع من الإساءة قبل كفالته فمحتمل جدًا إن طفلك يحتاج لوقت عشان يتعلم يقدر يثق في إنك مش هتضربه ولا هتأذيه، وإنك الشخص اللي هتوفرله احتياجاته وهتهتم بيه، ممكن طفلك يحاول يحثك على فقدان أعصابك واستفزازك عشان يشوف رد فعلك، في الواقع دي علامة إيجابية على الرغم إنها ممكن تكون مش إيجابية في نظرك، لأن معناها إن طفلك بيحاول يهتم عشان يعرف إذا كنت إنت مهتم بيه ولا لأ.

 

تقوية علاقة الترابط بينك وبين طفلك:

بغض النظر عن عمر طفلك الحالي أو عمره وقته كفالته، فدايمًا في اجراءات وخطوات تقدر تعملها عشان تحسن علاقتك بطفلك، وهنا بنقدملك بعض الأفكار اللي ممكن تحطها في اعتبارك وتنفذها بالطريقة اللي تناسب عمر طفلك.

  • اعملوا على مشروع مشترك مع بعض، ممكن تزرعوا حديقة، تسقوها كل يوم وتوزعوا مهامها على بعض.
  • اخرجوا مع بعض خروجات أسرية، في الجناين أو السنيمات أو الملاهي، اسأل طفلك عن الأنشطة اللي حابب يعملها في الخروجة، ولو أمكن ساعده ينفذها.
  • شارك مع طفلك أوقاتك الصعبة، على الرغم إنك مينفعش تطلب نصيحة طفل في حل مشاكل الكبار، لكن من الجميل لو شاركت طفلك مشاعرك في وقت مرضك أو حزنك، والأجمل لو سمحت لطفلك إنه يساعدك في إنه يجيبلك كوباية ميا أو يجهزلك فطار بسيط، أو حتى بإنه يحضنك.

 

أهم مفاهيم الترابط الرئيسية:

  • أغلب الآباء والأبناء قادرين على تكوين علاقة ترابط قوية ببعض سواء كانت العلاقة اللي بتربطهم علاقة بيولوجية أو علاقة كفالة.
  • سلوك الطفل والوالدين ليهم دلالة قوية على علاقة الترابط اللي بينهم.
  • لو الطفل مقدرش يكون أي علاقة ترابط خلال سنوات حياته المبكرة، فقد يكون من الصعب بالنسبة ليهم تكوين علاقة ترابط مع غيرهم من الناس لما يكبروا.
  • وجود علاقة ترابط قوية في حياة الطفل المبكرة، بتساعد الطفل على تكوين علاقة ترابط مع أشخاص تانيين فيما بعد.
  • الآباء الكافلين عندهم قدرة على حب أولادهم المكفولين زي الآباء البيولوجيين ما بيحبوا أولادهم، علاقة الحب والترابط مش محتاجة لرابط جيني.